الحصاد: أعلنت خلية الإعلام الأمني، الخميس، إطلاق عملية خاصة لجهاز مكافحة الإرهاب في سلسلة جبال قرة جوخ. وقالت الخلية في بيان ورد إلى "الحصاد"، انه "بنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، يواصل الشجعان في جهاز مكافحة الإرهاب عملياتهم الناجحة والنوعية في مختلف قواطع العمليات لملاحقة بقايا عصابات داعش ودك اوكارهم، وبعد مجموعة من العمليات المتميزة والاستباقية، شرعت قيادة العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الارهاب بتنفيذ عملية خاصة في سلسلة جبال قره جوخ سبقها ٣٠ ضربة جوية لطيران التحالف الدولي". وأضاف البيان، أن "العملية اسفرت عن تدمير عدد من الاوكار وقتل مجموعة من الإرهابيين وقد باشر طيران الجيش منذ الصباح الباكر بتقديم الاسناد الجوي القريب لهذه العملية والتي جاءت بالتنسيق مع قوات البيشمركة في الطرف الشمالي من سلسلة الجبال وقيادة الفرقة 14 الجيش العراقي من الطرف الجنوبي.
الحصاد draw: حامد عبد الحسين الجبوري - مركز الفرات يلعب الاستبداد السياسي دوراً كبيراً في تحطيم الاقتصاد وتراجعه كونه يحرم الاقتصاد من اكتشاف الموارد وعدم استثمارها وتقويمها وفق المنطق الاقتصادي السليم. حيث يؤدي الاستبداد إلى حصر جميع الموارد بيده ولا يسمح لأحد باستثمارها وتقويمها فضلاً عن اكتشافها، فيحرم الاقتصاد منها بل ويتم هدرها بفعل تقويمها بعيداً عن التقويم الاقتصادي الدقيق لها. يلجأ الاستبداد السياسي دائماً لتبني النظام الاقتصادي القائم على الدولة بعيداً عن النظام القائم على القطاع الخاص، لان الاستبداد السياسي والاقتصاد القائم على الدولة يسيران بشكل طردي في حين يسير الاستبداد السياسي والاقتصاد القائم على القطاع الخاص بشكل عكسي. لان الأول يجعل الاقتصاد بيد الدولة وهذا ما يخلق مجالاً واسعاً أمام الاستبداد للتدخل والسيطرة على الموارد وتوجيه الاقتصاد وفقاً لما يراه هو لا وفقاً لما يراه أصحاب الخبرة والاختصاص، في حين لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للثاني أي إن القطاع الخاص يرفض التحكم به وتوجيهه وفقاً لتوجهات الاستبداد السياسي. ما يخلق مجالاً واسعاً أمام الاستبداد للتدخل والسيطرة وتوجيه الاقتصاد هو الملكية العامة للموارد والتخطيط المركزي، بمعنى إن الدولة تمتلك الموارد ووسائل الإنتاج ويقوم التخطيط المركزي برسم السياسة الاقتصادية للبلد في إطار ما يتطلع إليه القابع على سدة الحكم، فتصبح حياة الاقتصاد وموته بيد السيد الرئيس! والعكس صحيح، أي إن ما يضيّق المجال أمام الاستبداد ويحجّم من تدخله ويحرمه من السيطرة وتوجيه الاقتصاد هو الملكية الخاصة والحرية الاقتصادية والربح، حيث يسعى القطاع الخاص لزيادة ملكيته الخاصة وزيادة أرباحه وكلهما لا يتحققان في ظل غياب الحرية الاقتصادية التي يخطفها الاستبداد من الوجود فيعمل القطاع الخاص للحد من الاستبداد وإيجاد الحرية الاقتصادية وزيادة ملكيته وأرباحه. وإذا ما أجرينا مسحاً عاماً للدول التي تتبنى الاستبداد السياسي وتدخل الدولة وتوجيهها للاقتصاد سنجد إن أغلب اقتصادات هذه الدول هي اقتصادات إمّا مُحطمة كاقتصادات الاتحاد السوفيتي وغيرها أو في طريقها للتحطُّم كالاقتصاد التركي والإيراني والسوري ورها. والعكس صحيح أي سنجد إن أغلب الدول التي تبتعد عن الاستبداد السياسي وتتبنى الديمقراطية السياسية وحياد الدولة وقيام القطاع الخاص بدور كبير في الاقتصاد سنجد إن اغلب اقتصادات هذه الدول هي اقتصادات متقدمة كالاقتصاد الأمريكي والألماني أو في طريقها للتقدم كاقتصادات جنوب شرق آسيا. العراق والاستبداد والاقتصاد أدى الاستبداد السياسي في العراق إلى توجيه الاقتصاد وفقاً لرغباته بعيداً عن مصلحة الاقتصاد والمجتمع فكانت النتيجة هي التراجع والتدهور وحتى التحطّم. إذ إن تعنت الاستبداد ورفضه للرأي والمناقشة والمشورة سياسياً واقتصادياً أدى لحرمان السياسة والاقتصاد في العراق من الأفكار السياسية والاقتصادية التي تسهم بلا شك في تحقيق مصلحة العراق. الأكثر ضرراً في الاستبداد آثاره، لأن استمرار الاستبداد لمدة طويلة يعني ولادة شعب جاهل التفكير وفوضوي السلوك لا يستطيع أن يحدد خارطة طريق لحياته بشكل سليم، بحيث لا يستطيع أن يُجمع رأيه على القرارات التي تصب في مصلحة شؤونه لاسيما السياسية والاقتصادية منها. فيظل يعاني التخبط والفوضوية وغياب الاستقرار ولا يستطيع النهوض بمستوى حياته بمستوى حياة الدول المتقدمة وهذا ما ينطبق على العراق تماماً، حيث دخل العراق بعد السقوط في صراع طائفي وإرهاب وأزمات متلاحقة وفوضى سياسية واقتصادية مستدامة انعكست سلباً على الواقع العراقي. يمكن القول، إن لجوء العراق في خمسينيات القرن الماضي لتبني نظام التخطيط هي الخطوة الأولى نحو الاستبداد اللاحق سياسياً واقتصادياً، لانه كما ذكرنا قبل قليل، إن الذي يفسح المجال واسعاً أمام الاستبداد للتدخل والسيطرة وتوجيه الاقتصاد هو الملكية العامة للموارد والتخطيط المركزي. إن امتلاك الدولة للموارد وقيامها برسم الخطة الاقتصادية اللازمة لتوظيف تلك الموارد وكذلك قيامها بتنفيذ تلك الخطة عبر وزاراتها المركزية وقطاعها العام أدى ذلك لاتساع دور الدولة في الاقتصاد شيئاً فشيئاً حتى استحكمت عليه بشكل كامل وما عزز قبضة الدولة على الاقتصاد هو دخول النفط على الخط في سبعينيات القرن الماضي. ونظراً لهيمنة الدولة على الاقتصاد بشكل كامل عن طريق الملكية العامة والتخطيط المركزي من جانب وهيمنة القائد على الحزب والأخير على الدولة ومؤسساتها بشكل كامل من جانب ثانٍ فإن الاقتصاد أصبح يخضع لقائد الحزب بشكل كامل ويتجه حيث ما يشاء وهذا ما حصل على أرض الواقع بالفعل. الاقتصاد العراقي ونفق الحروب بعد سنة من تولي صدام حسين إدارة البلاد أدخلها في نفق الحروب حيث ابتدأ بحرب الخليج الأولى التي دامت لثمان سنوات أنهك فيها العراق مادياً ومعنوياً مالياً وبشرياً، وبمجرد انتهاء الحرب أقحمه في غزو الكويت وجاءت التبعات الوخيمة المتمثلة في حرب الخليج الثانية وما تلاها من حصار اقتصادي حتى إسقاط النظام والدولة عام 2003 بشكل قسري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال تبعاتها سارية المفعول حتى الوقت الحاضر وستستمر حتى المستقبل. وتجب الإشارة إلى إن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل جزء من المسؤولية كونها لم تسقط النظام وحسب بل أسقطت الدولة برمتها بكل مؤسساتها، وإلا لو كانت تريد أن تسقط النظام دون الدولة فإنها لم تستهدف مؤسسات الأمن الداخلي والجيش الوطني والمصانع والبنى التحتية التي تخدم الشعب. لكن يبقى الجزء الأكبر من المسؤولية هو مسؤولية الإدارة الداخلية-الاستبداد-الذي دفع لتدخل الولايات المتحدة لإسقاط النظام والدولة بشكل كامل. إن إدخال العراق في نفق الحروب-لا لشيء إلا استجابةً لرغباته الذاتية بحجة القومية-يعني توجيه الاقتصاد نحو ما عُرف باقتصاد الحرب، لان الحرب تتطلب المزيد من التمويل لغرض إدامة الحرب، وإن إدامة الحرب وتسخير الموارد لإدامتها يعني استمرار هدر الموارد واستنزافها دون توظيفها بما يخدم الاقتصاد والشعب أخيراً. وإن التوجه نحو اقتصاد الحرب يعني تحطم الاقتصاد العراق من حيث ما هو قائم من موجودات ثابتة واستنزاف ما هو موجود في باطن الأرض من موارد معدنية ونفاد ما موجود من أموال سائلة في البنوك فضلاً عن زيادة المديونية. تخيّل لو كانت الإدارة في العراق لم تتسم بالاستبداد وتتحلى بالمشورة والمناقشة وتقبل النقد البنّاء وتبتعد عن تلبية الطموحات والرغبات الذاتية وتعمل وفقاً لمصلحة الاقتصاد السلمي والشعب. هل سيكون واقع الاقتصاد العراقي كما هو عليه الآن، من اقتصاد منهك يعاني الأحادية والتبعية والتذبذب والبطالة والفقر؟! بالتأكيد، سيكون الاقتصاد العراقي خالٍ من تلك المشاكل وسيكون من بين طلائع الاقتصاد المتقدمة لان العراق لديه القابلية على الطفرة وذلك لما يملكه من موارد طبيعية وبشرية هائلة تؤهله ليكون في ذلك الموقع إذا ما توفرت الإدارة السليمة بعيداً عن الاستبداد.
الحصاد: تعرض متظاهر عراقي، الثلاثاء، لإصابات بالغة بعد قيام سائق شاحنة صغيرة بدهسه على أحد الجسور الرئيسية وسط مدينة الناصرية جنوب العراق. وقال مراسل قناة الحرة، نقلا عن متظاهرين، إن أحد سائقي السيارات المدنية دهس عددا من المعتصمين الذين رفضوا مرور السيارات عبر جسر الزيتون ما تسبب بإصابة احدهم بجروح نقل على اثرها الى المستشفى. وأظهرت لقطات مصورة بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة وقوع الحوادث، وكيف أن سائق الشاحنة فر مسرعا بعد دهسه لأحد المعتصمين. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الاعتصام الذي أقيم على جسر الزيتون، الثلاثاء، هو لمجموعة من خريجي المعاهد التقنية الذي يطالبون بتعيينهم في وظائف حكومية. وشهدت الناصرية خلال الأسابيع الماضية موجة احتجاجات قتل خلالها العديد من المتظاهرين، خلال صدامات مع قوات الأمن. ووقعت إحدى أكثر الأحداث دموية في هذه التحركات في الناصرية حيث قُتل نحو 30 متظاهرا على جسر الزيتون في نوفمبر 2019، ما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء البلاد وأدى إلى استقالة رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي. وكانت التظاهرات قد خمدت كلها تقريبا في 2020 في سياق التوترات السياسية وفي مواجهة الوباء، لكن التحركات عادت إلى الظهور في عدة مناسبات في الناصرية.
الحصاد: اعلن وزير الصحة حسن التميمي، اليوم الثلاثاء، استكمال إجراءات الحصول على 20 مليون جرعة من لقاح كورونا. وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء حسن ناظم خلال مؤتمر صحفي، إن "وزير الصحة أكد استكمال إجراءات الحصول على 20 مليون جرعة من لقاح كورونا"، لافتاً إلى أن "التميمي قدم تقارير مقلقة عن الوضع الوبائي في العراق". وأشار ناظم غلى أن "إصابات كورونا في تصاعد وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم". واضاف "نريد تشجيع المواطنين على التسجيل بالمنصة الإلكترونية لأخذ لقاح كورونا".
الحصاد draw: france24 في ظل إجراءات الحجر جراء فيروس كورونا والتدابير الأمنية المشددة، تنطلق الجمعة زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق حيث تجري التحضيرات على قدم وساق من شوارع بغداد الرئيسية وصولا إلى النجف ومرورا بأور الجنوبية والبلدات المسيحية شمالا، حيث رفعت لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات ترحيب. وسيستخدم البابا سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصا للزيارة، بالإضافة إلى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم "الدولة الإسلامية". يصل البابا فرنسيس الجمعة إلى العراق في زيارة تاريخية تجري في ظل تدابير أمنية مشددة في بلد تمزقه النزاعات منذ عقود، حاملا رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذرا في التاريخ في المنطقة والتي عانت لعقود ظلما واضطهادا، وساعيا الى تعزيز تواصله مع المسلمين. وتتزامن هذه الزيارة غير المسبوقة إلى العراق مع ارتفاع كبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا تخطت السبت الخمسة آلاف في يوم واحد في هذا البلد، وهو رقم قياسي، فيما تفرض السلطات إغلاقا تاما، كما تشهد البلاد توترات أمنية. وأعلن البابا في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي وزعها الفاتيكان عشية الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام أنه "أخيرا سوف أكون بينكم، أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريق والمذهل". ولن يتمكن الكثير من العراقيين من مشاهدة البابا إلا عبر شاشاتهم التلفزيونية، وسيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصا استعدادا للزيارة، بالإضافة إلى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليها وتحرير العراق منه منذ 2017. وستغيب بسبب التدابير الوقائية من وباء كوفيد-19، الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، باستثناء قداس سيحييه الأحد في الهواء الطلق في أربيل في كردستان بحضور نحو أربعة آلاف شخص حجزوا أماكنهم للمشاركة فيه مسبقا. وجرت التحضيرات على قدم وساق لاستقبال الحبر الأعظم خلال الأسابيع الأخيرة، من شوارع بغداد الرئيسية وصولا إلى النجف ومرورا بأور الجنوبية والبلدات المسيحية شمالا، حيث رفعت لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات ترحيب. وتحضيرا للزيارة، أزيلت آثار ثلاث سنوات من دمار تسبب به تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق كثيرة، ولكن أيضا آثار عقود من الفساد والإهمال أنهكت البنى التحتية، فعبدت طرق، وأعيد تأهيل كنائس في مناطق نائية لم تشهد زائرا بهذه الأهمية من قبل. "أوافيكم حاجاً يسوقني السلام" ويرغب البابا فرنسيس البالغ 84 عاما في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار الجائحة، توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق، مع برنامج حافل في مناطق عدة من البلاد. ومن بغداد إلى النجف وأور وأربيل والموصل وقرقوش، سيعبر مسافة 1445 كلم، في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشا. وبعد ساعات من هجوم صاروخي في غرب البلاد استهدف قاعدة عسكرية تضم جنودا أمريكيين، أكد البابا فرنسيس الأربعاء عزمه على المضي بالزيارة لـ"لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيرا". "لم نتخلَّ عن إيماننا" ويبدأ البابا زيارته الجمعة بخطاب أمام المسؤولين العراقيين. وبالإضافة إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي يعاني منها العراقيون، سيناقش الطرفان أيضا المعاناة الكبيرة التي لحقت بالمسيحيين. وأدت سنين من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليونا في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم. في العام 2014، سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على أجزاء واسعة من العراق، واجتاح بلدات مسيحية وخير سكانها بين اعتناق الإسلام أو الموت، ففر الآلاف منهم من بيوتهم. لقاء السيستاني وللمرة الأولى في التاريخ، يزور رأس للكنيسة الكاثوليكية مدينة النجف الأشرف في جنوب العراق حيث يلتقي بالمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني البالغ من العمر 90 عاما والذي لا يحبذ الظهورات العلنية. وكان البابا قد وقع قبل عامين في أبو ظبي وثيقة تدعو إلى حرية المعتقد إلى جانب إمام الأزهر، أحد أبرز المرجعيات الإسلامية السنية في العالم. وسيشارك البابا في أور التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم والواقعة في الجنوب النائي، في صلاة ستضم رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة.
الحصاد DRAW: فيليب سميث - معهد واشنتطن في 25 شباط/فبراير، ضربت الطائرات الحربية الأمريكية أهدافاً في منطقة البوكمال السورية التي تستخدمها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران لتهريب الأسلحة وفرض سيطرتها الاستراتيجية وشن هجمات ضد مختلف الأعداء في سوريا. وتسببت الغارة في وقوع خسائر قليلة. وقد يرغب بايدن في إحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكنه بعث برسالة مفادها أنه لن يفعل ذلك بأي ثمن. وإذا كان هذا العمل الدفاعي في صحراء شرق سوريا أكثر من مجرد حدث واحد، فسيكون بمثابة تغيير كامل عن الأخطاء التي وقعت عام 2015. في 25 شباط/فبراير، ضربت الطائرات الحربية الأمريكية أهدافاً في منطقة البوكمال على الحدود الشرقية لسوريا التي تستخدمها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بشكل كبير لتهريب الأسلحة وفرض سيطرتها الاستراتيجية وشن هجمات ضد مختلف الأعداء في سوريا، من بينهم تنظيم «الدولة الإسلامية». وأصابت الغارة الجوية سبعة أهداف، ودمرت عدة منشآت لكنها تسببت في وقوع خسائر قليلة. ووفقاً لتقارير صحفية، اختار الرئيس جو بايدن هدفاً أكثر تواضعاً أو "متوسطاً" من مجموعة الأهداف التي عرضها عليه فريقه الاستخباراتي بهدف الانتقام من هجوم شنته ميليشيا شيعية مدعومة من إيران في 15 شباط/فبراير في أربيل، والذي قُتِل فيه مقاول أمريكي وأصيب تسعة آخرون، بينهم جندي أمريكي. وفي حين أفادت وسائل إعلام الميليشيات الشيعية عن مقتل أحد عناصر «كتائب حزب الله» المدعو راحي سلام في الضربة الجوية، إلا أنها قللت مع ذلك من حجم الانتقام الأمريكي وحدّته. وفي الوقت نفسه، أجمع منتقدو العملية على عدم أهمية تلك الخطوة. فقد شن الإسرائيليون ضربات مماثلة أكثر فتكاً في سوريا كل أسبوع أو نحو ذلك على مدى العامين الماضيين، حتى وإن لم تكن ناتجة عن استفزازات سابقة. وفي هذا السياق، نشر الباحث في شؤون الميليشيات نيكولاس كروهلي تغريدة وقحة جاء فيها: "لحظة صمت على مصنع الإسمنت المهجور المصنف من الدرجة الثانية في ضواحي البوكمال". ومع ذلك، لم يكن ضرب وكلاء إيران في سوريا عمليةً تستحق هذا القدر من الاستخفاف. وأحد أسباب ذلك هو أن بايدن لفت إلى أنه تعلّم من الإخفاقات السابقة للرئيس باراك أوباما من حيث الرضوخ للعدائية الإيرانية في محاولة لكسب استحسان دبلوماسي مع طهران، وهي خطوة اعتبرها الإيرانيون بشكل محق بمثابة تصريح لمواصلة أعمالهم دون خوف من أي عواقب ملموسة. (وهذا مهم بشكل خاص في ضوء الرغبة المعلنة للإدارة الأمريكية الحالية في إعادة الدخول إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة»، أي الاتفاق النووي الموقّع مع إيران بقيادة الولايات المتحدة عام 2015، والذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب في عام 2018). بالإضافة إلى ذلك، فإن استهداف أصول عراقية خاضعة للسيطرة الإيرانية في سوريا قد جنّب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي صعوبات سياسية أكبر في الداخل حيث تَعتبر الميليشيات أساساً أن رئيس الوزراء دُمية أمريكية، (وتشير التقارير الإضافية إلى أن الكاظمي ربما يكون قد شارك معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة حول وجود الميليشيات في البوكمال). كما أنه لعب دوراً مفيداً في تسليط الضوء على سؤال محرج للتنظيمات المسلحة التي تم إنشاؤها للدفاع عن العراق من المحتلين الأجانب، ودُمجت الآن بشكل قانوني في جهاز الأمن المركزي في بغداد: ما الذي تفعله أصلاً تلك التنظيمات في سوريا؟ ومنذ أواخر عام 2012، بدأ إرسال المقاتلين الشيعة العراقيين بالآلاف إلى سوريا. وجاء البعض كمتطوعين في ما اعتقدوا أن عملية الإرسال هي مهمة من الله "للدفاع" عن مقام السيدة زينب جنوب دمشق. وكان بعضهم الآخر يبحث عن المغامرة. لكن آخرين كانوا يسعون وراء الراتب. ومهما كان الدافع، فبالنسبة لإيران لم يكن لهذا التجنيد الجماعي والنشر الحاشد سوى هدف استراتيجي واحد، وهو إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد المحاصر والمتخبط في الحرب آنذاك من حركة احتجاجية تحوّلت إلى بداية تمرد سني. وبحلول عام 2016، تم استخدام أكثر من 20 منظمة لتجنيد ونشر ما لا يقل عن 10,000 إلى15,000 مقاتل شيعي عراقي. ووصلت الذروة في عام 2015 واستمرت نحو عامين، بالتزامن مع المعارك الشديدة التي قادتها إيران لاستعادة حلب من المتمردين السوريين والجهاديين السنة. ومنذ ذلك الحين، انحسر التجنيد العلني للشيعة العراقيين للقتال في سوريا بشكل كبير، لا سيما بعد توقف العمليات العراقية لسحق تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل عام 2017. وتتمركز الجماعات العراقية التي لا تزال تعمل في سوريا بشكل أساسي في دمشق أو في مناطق شرق سوريا بالقرب من دير الزور. وفي الواقع، أصبحت هذه المنطقة مرتعاً جيوستراتيجياً رئيسياً للنشاط الإيراني في الشرق الأوسط لأنها المكان الذي سيتم فيه بناء ما يسمى بالجسر البري الذي يربط طهران بالبحر المتوسط. والجسر البري - الذي هو بالفعل خط اتصال مباشر لمرور العناصر ونقل العتاد - كان حلماً طال انتظاره للجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» الإيراني، الذراع العسكري لـ «الحرس الثوري الإسلامي»، الذي قُتل في غارة جوية أمريكية في بغداد قبل عام. وكان جزء لا يتجزأ من مشروع سليماني، والذي لا يزال قائماً، هو نشر الميليشيات الشيعية التي يسيطر عليها «فيلق القدس» على طول هذه المنطقة، مما يسمح لها بالتسلل بسهولة إلى منطقة البوكمال والخروج منها عبر بلدة القائم الحدودية العراقية. ومن بين الجماعات المتشددة المنتشرة هناك «حركة حزب الله النجباء»، و«كتائب حزب الله» (إحدى الميليشيات التي تم استهدافها في 25 شباط/فبراير)، و«سرايا الجهاد»، و«حزب الله» اللبناني، بالإضافة إلى فصيل أفغاني وباكستاني تحت إدارة إيرانية. وقد قامت جميع هذه الميليشيات بتهريب أسلحة متطورة عبر هذه البوابة المهمة، ومن أجل ضمان ديمومة عملياتها وولاء المجتمعات المحلية التي يجب عليها اجتيازها، أفادت حتى بعض التقارير أنها عرضت مبالغ مالية للسنة المحليين للانضمام إلى قواتها شبه العسكرية أو حتى التحوّل إلى المذهب الشيعي. ومع ذلك، ففي السنوات الأخيرة، أصبح وجود الميليشيات في بلد أجنبي لا يحظى بشعبية متزايدة في العراق، لا سيما بين السكان الشيعة الهائجين والشباب الذين يرون أن هذه الميليشيات هي ليست استنزاف للموارد العراقية فحسب، بل كونها أيضاً دليل كبير على أن العراقيين من أبناء البلاد لا يساوون ما يزيد قليلاً عن وقود مدفعي للطموحات الإستراتيجية لـ «فيلق القدس». وعلى وجه الخصوص، تشكل «كتائب حزب الله»، عنصراً مركزياً في عجلة طهران العدائية في العراق، وبالتالي تشكّل مصدر استياء كبير بين العراقيين. وبالنسبة للبنتاغون، إنها واحدة من الجماعات الإرهابية الأسوأ سمعة في العراق. تأسست «كتائب حزب الله» في عام 2005، وسرعان ما أصبحت رائدة في مجال الأسلحة المتقدمة، مثل العبوات الناسفة التي اخترقت المركبات المدرعة الأمريكية أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق. وقد لعب هذا التنظيم الإرهابي، المدرج على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب، دوراً محورياً في المساعي الإيرانية لمهاجمة القوات الأمريكية خلال الاحتلال الأمريكي، بتجنيده المقاتلين في سوريا، وهو يشكل حالياً ركيزة أساسية في الجهود الإيرانية لتطوير عدة ميليشيات شيعية معترف بها رسمياً والسيطرة عليها أيضاً. وقد قُتل أحد مؤسسيها وأحد مساعدي سليماني الرئيسيين، هو أبو مهدي المهندس، مع سليماني في 3 كانون الثاني/يناير 2020، في غارة جوية أمريكية بالقرب من مطار بغداد الدولي. وفي كانون الأول/ديسمبر 2019، تعرضت «كتائب حزب الله» لهجوم من قبل القوات الأمريكية لمشاركتها في تهديد السفارة الأمريكية وتهديداتها للأفراد العسكريين الأمريكيين. أما الجماعة الأخرى المذكورة التي استهدفتها القوات الأمريكية في 25 شباط/فبراير، أي «كتائب سيد الشهداء»، فهي مجرد جماعة منشقة عن «كتائب حزب الله». وتم تشكيلها في أوائل عام 2013، ظاهرياً بسبب نزاع على القيادة داخل صفوف المنظمة الأم. ومنذ ذلك الحين، نشرت «كتائب سيد الشهداء» مرشحين للبرلمان العراقي في الانتخابات الوطنية وجنّدت آلاف المقاتلين للقتال في العراق وسوريا، وكل ذلك بينما بقيت بالكامل تحت السيطرة الإيرانية. ومن المحتمل أن يكون لـ «كتائب سيد الشهداء» دور في هجوم جماعة «سرايا أولياء الدم» في أربيل، نظراً لتأثيرها على الجماعات المحلية في تلك المنطقة. وفي حين ربما يكون الرئيس بايدن قد قاد حملةً لتجديد الدبلوماسية مع إيران، إلّا أنه أشار أيضاً إلى أن معاودة الدخول في اتفاق نووي لن يكون سريعاً أو سهلاً وحذر من مثل هذا الاحتمال بشأن الحد من سوء سلوك إيران في المنطقة. ولطالما أدركت إيران أن قوتها الحقيقية تكمن في التنظيمات العاملة بالوكالة عنها في مختلف أنحاء المنطقة. إنه افتراض ذكي، مبني على الحقيقة التاريخية المتمثلة في أن إيران كانت قادرة، خلال السنوات الخمس الأخيرة، على توسيع نفوذها إلى ما وراء حدودها مع الإفلات من العقاب، معتمدة على استماتة أمريكا للتوصل إلى اتفاق نووي. بعبارة أخرى، كان عليها أن تفعل الكثير مما تريد أن تفعله القنبلة (النووية)، دون الاستفادة من القنبلة. وبعد مضي شهر على استلام بايدن منصبه، لا شك في أن البيت الأبيض تعلّم أيضاً درساً مهماً، وهو أن الشرق الأوسط تغيّر كثيراً عما كان عليه قبل وصول ترامب إلى الرئاسة. فقد برزت تركيا كقوة تدخل رئيسية، وهي على خلاف مع إيران في شمال العراق على نحو متزايد. وفي غضون ذلك، قامت دول الخليج بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل سواء بعدل أو بحكم الأمر الواقع. ومع القضاء على "دولة الخلافة" التي أسسها تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، ظهرت قائمة جديدة من الشكاوى الاجتماعية والاقتصادية الموجهة ضد الحكومات المركزية والبنى غير الحكومية أو شبه الحكومية التي تبقيها قائمة. لذلك فإن احتواء إيران يعني باختصار إضعاف الميليشيات، أينما وُجدت على طول "الجسر البري" الذي أقامه سليماني لأن تمركزها نادراً ما يكون مهماً، وهذا أمر يدركه الإسرائيليون جيداً. وقد يرغب بايدن في إحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكنه بعث برسالة مفادها أنه لن يفعل ذلك بأي ثمن. وإذا كان هذا العمل الدفاعي في صحراء شرق سوريا أكثر من مجرد حدث واحد، فسيكون بمثابة تغيير كامل عن الأخطاء التي وقعت عام 2015.
الحصاد DRAW: د. حسين أحمد السرحان- مركز الفرات منذ ان تسلم الرئيس الاميركي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني 2021، يلاحظ تزايد الاستهداف ضد المصالح الاميركية في العراق وأبرزها كانت استهداف ارتال الدعم اللوجستي واستهداف القواعد العسكرية الي تضم قوات اميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي، وآخرها كان استهداف القاعدة العسكرية الاميركية بالقرب من مطار اربيل الدولي الاسبوع الماضي، في خط موازٍ للتصعيد ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة كما في الاستهدافات الصاروخية لحركة أنصار الله الحوثي ضد المملكة العربية السعودية. وعقب الاستهداف الصاروخي الاخير في اربيل، اكدت الخارجية الاميركية " ستكون محاسبة للجهة المسؤولة عن الهجوم الصاروخي الاخير على القاعدة العسكرية الاميركية قرب مطار اربيل". فيما اعلنت سرايا اولياء الدم مسؤوليتها عن الهجوم والتي تصف على انها ميليشيا ايرانية. في ظل هذا التصعيد الايراني، ماذا تريد إيران في هذه المرحلة؟ وكيف ستقابلها واشنطن؟ وكيف تنظر كل من طهران وواشنطن للعراق في ظل هذا التصعيد؟ رسائل طهران الى واشنطن مرتبطة بأمرين وكلاهما يؤثر ويتأثر بالآخر: الاول، البرنامج النووي، والثاني: نفوذها في المنطقة. وكما هو معروف، ان الادارة الاميركية الجديدة اعلنت تأييدها إعادة الحياة للاتفاق النووي بين إيران من جهة ومجموعة ال(5+1) عام 2015. ولكن طالما كررت واشنطن امرين: الاول، انها تريد توسيع الاتفاق ليشمل برنامج الصواريخ الايراني، والثاني، ان يكون اتفاق طويل الامد. وطهران تدرك موقف الادارة الاميركية الجديدة من الاتفاق الذي أفصح عنه خلال المرحلة الانتخابية الاميركية. وهنا توظف طهران دورها في مناطق نفوذها والتي أطلق عليها المرشد الاعلى انها اوراق لدى طهران، ويقصد الدول الاربع: العراق، سوريا، لبنان، واليمن عبر تجديد اوراق التفاوض هذه، والتي وظفتها سابقا وحصدت نتاج طيبة مع ادارة الريس الاسبق باراك اوباما في التوصل الى الاتفاق النووي عام 2015. ومضمون الرسالة ان تكتسب طهران اوراق قوية على الارض لتتمكن الضغط على واشنطن للتخلي عن هدف شمول البرنامج الصاروخي ضمن الاتفاق الجديد الذي تريده واشنطن. فالبرنامج الصاروخي لإيران وأذرعها في المنطقة هو اهم عناصر قوة طهران وهو العنصر القائد لنفوذها في المنطقة. وهذه الرسالة تستدعي زيادة واستمرارية في تلك الهجمات على المصالح الاميركية في العراق. العامل الآخر الذي يدفع طهران للتصعيد هو خسارتها الورقة السورية لصالح اسرائيل، اذ شهد العام 2020 تعرض المصالح الايرانية في سوريا الى أكثر من 50 استهداف أسفر عنها مقتل العشرات من المقاتلين الايرانيين وعناصر من المليشيات التابعة لطهران في سوريا، كما شهدت الاشهر الاولى من العام 2021 العديد من الاستهدافات المشابهة نجم عنها العديد من الخسائر في المقاتلين والذخائر العسكرية. وعلى الرغم من عدم اعلان الحكومة الاسرائيلية مسؤوليتها عن الهجمات، الا ان الجيش والاعلام الاسرائيليين عادة ما يؤكدوا بشكل مباشر او غير مباشر مسؤولية بلادهم عن تلك الهجمات. ولهذا باتت التحركات الايرانية في سوريا محط مراقبه من قبل اسرائيل وهي اهداف مباشرة بالنسبة لتل ابيب. وبالتالي سيشهد العراق المزيد من الهجمات تعويضا عن الشلل الحاصل للجانب الايراني في الساحة السورية. من جانبها اكدت الخارجية الاميركية ان الجهة المسؤولة عن الهجمات على اربيل ستحاسب. فيما أكد بيان للبيت الابيض عقب الاتصال بين جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الرئيس الاميركي أكد لنتنياهو على عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية، وانه ملتزم بضمان أمن اسرائيل على المدى الطويل. فيما اعلنت الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية بلينكن سيجري محادثات مع نظرائه الالماني والفرنسي والبريطاني بشأن امن الشرق الاوسط والملف النووي الايراني خلال الايام القادمة. وهذا يرجح الخيار الدبلوماسي للتعامل مع إيران، وهذا لا ينفي ان تشن ضربة محدودة تستهدف الجهة المسؤولة عن الهجوم في اربيل والتي ادت الى مقتل متعاقد مدني واصابة اربعة آخرين وسيظهر هذا الرد على انه منفصل عن الجهود الدبلوماسية. تبقى واشنطن وطهران تنظران الى العراق على انه ساحة لتعاملها مع طهران من جانبين: الاول، عبر معادلة الحكم في العراق. اذ يتم التوافق بين واشنطن وطهران على من يتولى رئاسة الحكومة العراقية عقب كل انتخابات، وفي احيان يكون التأثير أكبر كما جرى عام 2010 عندما منحت واشنطن طهران دعما حيث تدخل الرئيس الاميركي الحالي بايدن وغير ارادة الناخبين العراقيين لصالح إيران ومنحت رئاسة الحكومة الى حزب الدعوة الاسلامية صاحب العلاقات الراسخة مع طهران. من جانب آخر، اعلان امين عام حلف الناتو ينس ستولتنبيرغ يوم 18/ شباط/ 2021 توسيع الحلف لمهامه في العراق خلال المرحلة المقبلة وبموافقة الحكومة العراقية، وتأكيده على ان اعتداء اربيل شكل حافز مهم للحلف لتوسيع مهامه في العراق لتضم البعثة 5000 عنصر بدلا من 400 عنصر، ينبغي ان يستثمر امنيا – على الرغم من ان مهامه تدريبية - من قبل الحكومة العراقية باتجاه تحييد طرفي الصراع في الساحة العراقية عبر ضمان امن سلامة الاماكن التي سيشغلها مقاتلي الحلف في العراق من الاستهداف اولا، ومن ثم ردع الجهات التي تخطط وتشن هجمات على قوات الحلف. ويبدوا من هذا الاعلان ان الحلف سيكون أحد اهم قنوات التعامل الاميركي مع النفوذ الايراني في العراق. ومن جانب آخر لا بد ان تتوافر الحكومة العراقية على الارادة اللازمة لضمان امن القواعد العسكرية التي تضم قوات اجنبية واهمها عناصر الحلف وغيرها.
الحصاد DRAW: إيلي عبدو - DARAJ حاولت قناة "العربية" ، بما تمثل، استثمار رغد في صراعها مع إيران، ومنحتها منبراً لانتقاد الساسة الجدد في العراق وعدم ولائهم للوطن، فيما حاولت رغد استثمار القناة، لتمجيد والدها وجعله "بطلا". في مقابلات تلفزيونية متتالية على قناة “العربية”، تظهر رغد صدام حسين، لتسرد تفاصيل ومواقف وحوادث عن علاقتها بوالدها، خلال الطفولة والصبا والحرب مع إيران والحصار والتدخل الأمريكي، فترسم صورة عن الدكتاتور السابق للعراق، تتراوح بين “البطل الوطني” الذي دافع عن بلاده حتى الموت وبين “الأب الحنون” الذي لم يستخدم العنف مع بناته ولو لمرة واحدة. فرغد ترفض طرح مستضيفها أن والدها وُجد في حفرة ثم اُعتقل، مستدركة بسرعة، أن المكان، هو ملجأ حيث يختبأ المقاتلون مؤقتاً ليعودوا لاحقاً إلى المعركة، فيما الحفرة، بطبيعة الحال، مكان الخائفين والهاربين، واستدراك رغد هذا، كان واحداً من استدراكات كثيرة، أرادت منها، ترميم أي جانب من الضعف الإنساني قد يعتري صورة “الوالد”، فهو “إنساني” كأب لم يعاقبها حيث أيقظته، مع عدي وقصي، من قيلولته، واكتفى بتأديب الذكور، وهو “الإنساني” لأنه تقصد العيش بـ”تقشف” أيام الحصار، ليتماهى مع مأساة شعبه. الفصل بين الضعف و”الإنساني”، في وعي رغد، مرده، جعل “الإنساني”، وظيفة، أكثر منها حالات وأمزجة وطبائع ومشاعر متضاربة، هي تجرّد “الوالد”، من حالات الضعف البشري، وتستدخل “إنسانيته” المزعومة، في أدوار الأبوة، مرة مع العائلة وأخرى مع الشعب، فتبقيه في مرتبة “البطل”، الذي يعيش ضمن أدوار ومواقف ملحمية حاسمة، لا تتسع للهشاشة والخوف والتردد. وكأنها تتبع وصفة أدولف هتلر الذي أنّب أحد جنرالاته لوقوعه في علاقة غرامية، قائلا له “نحن وجدنا لنعيش أدواراً تاريخية وننقذ الشعب”. الفصل بين الضعف و”الإنساني”، في وعي رغد، مرده، جعل “الإنساني”، وظيفة، أكثر منها حالات وأمزجة وطبائع ومشاعر متضاربة. لكن صدام يفوق قدرة ابنته على تركيب صورة مزجية عنه تراوح بين “البطولة” و”الإنسانية”، فحين قُتل زوجها حسين كامل بعد عودته إلى النظام الذي انشق عنه منتصف التسعينيات، حزنت رغد، ولم تقبل أي ترضية من صدام، وهي إذ تفصح عن تفاصيل حميمية في علاقتها مع كامل، حيث عاشت قصة حب قصيرة، ولحظات غيرة على الرجل الذي “سطع نجمه” كما تقول، فإنها تعود إلى لعبة الاستدراكات سريعاً، لترميم صورة “الوالد”، ملخصة قتل زوجها بعبارة “من يخطاً يعاقب”، وكي تستكمل نزع صدام من صفة القاتل، وتعيده إلى صفة “البطل”، تجيب عن استفسار حول محاولتها رفع المسؤولية عن “الوالد” في جريمة كامل، بالقول “الرئيس صدام لا يحتاج أن نرفع عن كاهله المسؤولية”. و”البطولة” لا تقبل التردد، إذ إن رئيس البلاد يجب أن يملك شجاعة اتخاذ القرارات، التي إن احتملت الخطأ، فإن هذا الخطأ، ينسحب على الخصم أيضاً، مثل احتلال الكويت، التي تصفه رغد بالخطأ المزدوج من الطرفين، محيلة الأطماع ببلد مجاور إلى خصومة بين الأخوة، الذين يتشاجرون ثم يتصالحون. وصورة “البطولة” التي أرادت رغد تلفيقها لـ”الوالد”، جرى تصعيدها درامياً في مشاهد الاعتقال والمحاكمة والشنق، فتحول الدكتاتور من “بطل” سلوك ومواقف، إلى بطل تراجيدي “يموت من أجل شعبه”. ورغم مواصلة رغد رفضها وضع والدها، الذي كان يطلب السيجار خلال اعتقاله، موضع الضعيف وفاء لصورة “البطل”، فإن القناة، عمدت إلى تحويل دراما المحاكمة والشنق إلى مظلومية، عبر تمرير مشاهد مطعمة بموسيقى حزينة، تظهر صدام تارة يجادل قاضي المحكمة، وطوراً يصرخ باسم العراق فيما حبل المشنقة يلتف حول عنقه. وإمعاناً في صنع المظلومية، يتجنب المحاور، صهيب شراير، سؤال رغد عن ضحايا والدها الذي قتلوا في السجون وفي قمع الانتفاضات وبالقصف وبالكيماوي، كما يتجنب إحراجها في أي سؤال أو تحديها بمعلومات تكذب ما تقوله عن والدها، فهو جزء من آلة صنع المظلومية، التي تريد تصوير صدّام، كرئيس عربي استفادت إيران، من إسقاطه بواسطة الأميركيين، لتتمدد في العراق ودول الإقليم، وعليه، فلا مكان لذكر سنوات الديكتاتورية، التي هي، على ما تقول رغد، “أسطوانة مشروخة” حيث “العالم كله دكتاتوري وأميركا نفسها بدليل احتلال العراق”. صدّام لا يزال يمتلك شعبية في أوساط السنّة العراقيين والعرب، لأسباب تتعلق بعدم تطوير الساسة السنّة صيغ للتفاهم مع الجماعات. حاولت القناة، بما تمثل، استثمار رغد في صراعها مع إيران، ومنحتها منبراً لانتقاد الساسة الجدد في العراق وعدم ولائهم للوطن، فيما حاولت رغد استثمار القناة، لتمجيد والدها وجعله “بطلا”. وهنا تناقض الطرفان في قراءة ضعف صدام، فلفقته رغد في سياق “بطولي” يتجنب الإنساني إلا بوصفه دوراً، واستخدمته القناة كمظلومية، تستثير مشاهد عدد من العراقيين والعرب. الشيء الصحيح الوحيد الذي قالته رغد في مقابلاتها حتى الآن، أن والدها يتمتع بشعبية في العراق والعالم العربي، صحة هذا الطرح بقدر من تستدعي من أسف، فإنها تحيل إلى سوء أداء، الحكام الذي سيطروا على السلطة بعد سقوط صدام إذ قدموا نموذجاً سيئاً للغاية، يمزج بين الطائفية والفساد والولاء لإيران وتقديس المليشيات، كما تحيل إلى عدم وجود حساسية ضد الدكتاتورية في بلادنا، ذاك أن الأخيرة، لا تنتهي بزوال نظام الحكم، طالما أنها مرتبطة بالصراعات الطائفية والإثنية، وعليه، فإن صدّام لا يزال يمتلك شعبية في أوساط السنّة العراقيين والعرب، لأسباب تتعلق بعدم تطوير الساسة السنّة صيغ للتفاهم مع الجماعات، انطلاقاً من نبذ وهم الخلافة وتمظهراتها الحديثة من قومية وسواها، ولأسباب تتعلق بالجماعات الأخرى لاسيما الشيعة الذين افتقر ساستهم لنموذج للحكم يقفز فوق الانتقام، ويرتب لعقد اجتماعي جديد، وفضّلوا الارتماء في حضن ولاية الفقيه الإيرانية واستراتيجياتها التوسعية. رغد تستغل هذا الفشل المزدوج، فتظهر لتسويق “بطولة” مزعومة لدكتاتور ألغى وطناً بكامله، وقتل وعذب وشرّد عشرات الآلاف، متبجحة بالقول لـ”الوالد” شعبية واسعة، وذلك عبر قناة من يقف ورائها، ربما يريد، الاستثمار سياسياً بابنة الرئيس السابق، التي أجابت على سؤال حول إمكانية ممارسة دور سياسي، بالقول “كل شيء وارد”.
الحصاد draw: مركز الفرات تعد مرحلة الانتخابات التشريعية من أكثر المراحل صعوبة وحرج للدول وانظمتها وشعوبها في الدول الغير مستقرة سياسيا وامنيا، فما بالك في البلدان التي تعش تراجع وتدهور في كافة مناحي الحياة وفي كل القطاعات كما هو الحال في العراق. هكذا بلدان تعيش نوع من القلق من الوصول الى حالة من التدهور والفشل التام او الانهيار في مرحلة ما قبل اجراء الانتخابات او مرحلة ما بعد اعلان النتائج. وكثيرا ما يم التغاضي عن اية سلوكيات سلبية في كلا المرحلتين وحتى في عملية الاقتراع بهدف الحفاظ على الاستقرار النسبي المتحقق وعدم انحداره الى الفوضى، كما حدث في الانتخابات التشريعية العراقية في ايار 2018. العراق مقبل على انتخابات تشريعية مبكرة، وهي المرة الاولى التي يتم فيها اقرار اجراء انتخابات مبكرة بعد التغيير السياسي الذي أعقب الغزو الاميركي للعراق عام 2003، بعد أشهر من الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في تشرين الاول 2019 وشملت كل محافظات الفرات الاوسط وجنوب العراق. واليوم تعيش البلاد حالة من التسابق بين "القوى او التيارات او الاحزاب السياسية" نحو فرض واقع كل منها تريد منه ان يكون لصالحها في وقت تعمل تلك القوى وفق منطق المصالح الضيقة، لا وفق مصالح بناء الدولة ومؤسساتها. وتجسد هذا التسابق بصور مختلفة، فتارة يكون في صورة مواقف وتصريحات اعلامية كما حصل مع التيار الصدري الذي يكوّن مع قوى مدنية (تحالف سائرون) وهو أكبر كتلة نيابية بعدد اعضاء 54 نائب مع أكد المتحدث باسمه الشيخ صلاح العبيدي بأنه التيار الصدري سيحصل على 100 مقعد نيابي. ومقابل ذلك تصريح لكتلة فتح النيابية بأن الكتلة سترشح السيد هادي العامري ليكون رئيس الوزراء القادم، في رسالة الى أن الكتلة ستحصل على الاغلبية النيابية في الانتخابات المبكرة القادمة. واشارات ومواقف وتصريحات اخرى لقوى اخرى يمكن وضعها بذات السياق. كل هذه الصور هي رسائل سياسية بين هذه "القوى والاحزاب السياسية". كما انها رسائل للرأي العام الداخلي مفادها: "انها قوى سياسية لها الخبرة في ادارة الدولة ولها منجزاتها وقدمت التضحيات في مواجهة ارهاب القاعدة وداعش. وهذا يؤهلها لتكون في موقع الصدارة في قيادة البلاد رغم حالة الرفض وعدم المقبولية التي تواجهها في الحركة الاحتجاجية الاخيرة، وانها لن تنسحب من المنظومة السياسية لمجرد وجود تظاهرات ضدها". هذه الرسالة هي من دفعت تلك القوى مسبقا لإلصاق التهم والتوصيفات بحق الحركة الاحتجاجية والاساءة للناشطين والذين يعتقدون بهم منافسا انتخابيا لهم في المستقبل، تمهيدا لهذه الرسالة. إذا ما ركزنا الكلام أكثر نقول، ربما ان التيار الصدري بخروج انصاره مؤخرا الى الشوارع واستعراضهم للقوة، هو صورة من صور فرض الارادات إذا ما أردنا التفكر بمضامين الرسالة الموجهة للرأي العام الداخلي، المراد لها ان تصل من هذا الاستعراض. هذه الاشارات وغيرها والتي تهدف الى فرض الارادات والتمهيد لواقع جديد سابق لنتائج الانتخابات لها تأثيراتها على طبيعة المشاركة السياسية في الانتخابات المبكرة القادمة سواء من جانب الترشيح او من جانب الاقتراع (عملية التصويت). فما تمتلكه تلك "القوى من امكانيات سياسية، وتأثير أمنى، وامكانيات مالية لها وقعها على مسيرة العملية الانتخابية بأركانها الثلاثة (الناخب، الادارة الانتخابية، النظام الانتخابي). كما لها وقعها على نسبة المشاركة في التصويت يوم الاقتراع وكذلك طبيعة التصويت. فاستمرار بعض القوى على ترسيخ مشهد مراد له ان يكون واقعا بعد الانتخابات سيدفع الى عزوف كثير من الافراد (من غير المؤيدين لتلك القوى والرافضين لواقع الحال) عن التصويت يوم الاقتراع، وسيدفع مناصري ومؤيدي تلك القوى، أيا كانت، الى المشاركة في التصويت بقوة، وهذا سيغير من طبيعة التصويت واتجاهاته، وبالنتيجة نكون امام نتائج انتخابية قريبة نسبيا مما نحن عليه اليوم زيادة او نقصان. كما ان تلك السلوكيات تدلل على ان تلك "القوى" لا تريد للتدهور ان يتوقف، وللخراب ان ينتهي، وللأمن ان يتحقق، ولا التنمية الاقتصادية ان تتحقق. وبالنتيجة ستتعزز حالة الرفض الشعبي وستتعزز حالة عدم الشرعية للنظام والمنظومة السياسية. وسيكون من الطبيعي التعبير عن حال الرفض متوافرة، كما حصل بعد انتخابات ايار/2018. فالأسباب المباشرة لإعلان حال الرفض متوفرة وهي الازمة المتعددة الابعاد التي تخيم على النظام السياسي والدولة منذ 2003 ولغاية الآن.
الحصاد DRAW: صلاح حسن بابان- DARAJ لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية ... “خسرتُ مقعدي النيابي بعدما نلتُ أكثر من 3000 صوت في انتخابات 2018، لأنّني لم أدفع ثلاثة ملايين دولار لرئيس الكتلة الّتي رشحتُ معه، فحصد الفوز مرشح آخر خاسر بدفعه المبلغ ذاته”. بهذا “التّعامل الانتهازي” مع المرشحين يُرجح ص.أ (45 سنة)، المرشح سابقاً للمقعد النيابي، أن تُجرى الانتخابات النيابية المقبلة. يقول: “مصدران رئيسيّان لتمويل ميزانيات الأحزاب للانتخابات، الأوّل هو عبر الفساد في الوزارات التي تستولي عليها، والثّاني من الدعم الخارجي، لا سيما الإيراني والسعودي”. مع تجدد الآمال بإجراء انتخابات برلمانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، عاد الحديث عن مصادر تمويل الأحزاب العراقية في الانتخابات البرلمانية بإثارة شكوك حول وجود نقاط أو صلة مشتركة بين انخفاض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي وتحضير الأحزاب العراقية النافذة لتمويل حملاتها الانتخابية، من خلال منافذ عدة، أكثرها حيويّة المصارف الأهليّة، في وقتٍ تشير الإحصاءات الصادرة عن المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات إلى تسجيل نحو 300 حزبٍ وتكتلٍ سياسي حتى الآن مشاركتهم في الانتخابات المقبلة مع احتمال أن يصل عدد الأحزاب والتكتلات السياسية إلى ضعف ما كان عليه في انتخابات 2018 والّذي وصل إلى 204 أحزاب وتكتلات. كلفة حملات المرشحين تصل إلى نحو 60 ألف دولار أميركي على الأقل لكلّ منهم، وأحياناً أكثر من مليونين ونصف المليون دولار للقيادات البارزة من الصف الأوّل في الأحزاب النافذة. ساعدت مراوغة الأحزاب السياسية في العراق للقانون الذي ينصّ على وجوب تنظيم عمل الأحزاب والإعلان عن مصادر تمويلها وعدم كشفها للرأي العام والناخب، على أن يكون لها أكثر من مصدر تمويل، بين مصادر داخلية، ترتبط أساساً بعقود الوزارات والمشاريع الاستثمارية التي تحصل عليها الأحزاب عقب مشاركتها في تشكيل الحكومة ضمن المحاصصة السياسية المعمول بها في مرحلة ما بعد 2003، وتحديداً الكتل الكبيرة، وبين مصدر آخر خارجي، حيث ينال مرشحون دعماً مالياً من رعاتهم الإقليميين، خصوصاً السعودية وإيران. في حين يؤكد المرشح ص. أ أن الخطوة الأولى للسباق الانتخابي بدأت فعلاً بالنسبة إلى الأحزاب الكبيرة عبر توزيع بعض الهدايا الثمينة مثل المسدسات وما شابه، إضافةً الى مواد غذائية وملابس وهدايا متنوّعة مع شراء ذمم بعض الإعلاميين والأدباء والشعراء فضلاً عن رجال الدين. يرى ص.أ أن الأحزاب السياسية لجأت هذه المرّة إلى حيلةٍ جديدة لتحقيق مكاسب مالية أكبر من خلال تخفيض سعر العملة المحلية ورفع الدولار الذي يحقّق لها أرباحاً طائلة، لا سيما أن معظم الأحزاب تمتلك مصارف أهليّة. بدأت الحكومة العراقية بالخطوات الأولية لتطبيق بنود الورقة البيضاء التي أطلقتها وسوقت لها كثيراً خلال الأشهر الماضية لدعم اقتصادها برفع سعر الدولار مقابل العملة المحليّة من 1184 ديناراً إلى 1450 ديناراً للدولار بأسعار البيع المعتمدة من وزارة المالية للبنك المركزي، وانعكست هذه الخطوة سلباً على أسعار البضائع والسلع والاحتياجات اليومية للمواطن بنسب لا تقل عن 25 في المئة. شكوك وأسئلة كثيرة أُثيرت عن احتمال أن تقف الأحزاب النافذة في العراق وراء قرار تخفيض العملة المحلية أمام الدولار بعد انهيار الدينار، للاستفادة منه في سدّ عجز الحكومة التي تشترك فيها وتمكّنها من سداد رواتب موظفيها إضافةً إلى تعزيز ميزانياتها مع اقتراب الانتخابات، لكن حكومة الكاظمي واستكمالاً لفشلها في الملفات السياسية والأمنية والصحيّة، فضلاً عن خوفها من كشف قتلة المتظاهرين كما وعدت قبل وصولها الى رئاسة الوزراء، على رغم أنهم معروفون لديها، تسببت عبر سياساتها النقدية بخسارة الموظفين نحو 25 في المئة من قيمة رواتبهم. لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً. يتفق الكاتب السياسي علي البيدر مع ص.أ حول وجود الكثير من الأحزاب السياسية التي تمتلك بنوكاً أهلية قامت بإقراض الحكومة وهي تعلم بسوء أوضاع البلاد في المرحلة الحالية، ولا تمتلك وسيلة أخرى لاستعادة أموالها مع الفائدة المترتبة على ذلك، والتي وصلت إلى 13 في المئة، وهي تضغط بذلك على الحكومة لإجبارها على القيام بهذه الخطوة، من دون أن تمتلك أي خيار آخر لتدارك الإفلاس والإنفاق على مؤسسات الدولة ورواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية التي تشمل 8 ملايين مستفيد. يصف البيدر خضوع البنك المركزي العراقي وبشكل مباشر للتدخلات السياسية بـ”أكبر الأخطاء وأعظمها” التي ارتكبتها المنظومة السياسية، ويؤكد ضرورة إبعاد هذه المؤسسة المالية عن التدخلات السياسية كونها تمارس مهمة أساسية وهي رسم السياسة النقدية وتنفيذها. موظف سابق في المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات كان من ضمن الكوادر التي أشرفت على عملية الاقتراع عام 2018، يؤكد أن كلفة حملات المرشحين تصل إلى نحو 60 ألف دولار أميركي على الأقل لكلّ منهم، وأحياناً أكثر من مليونين ونصف المليون دولار للقيادات البارزة من الصف الأوّل في الأحزاب النافذة، تُنفق ما نسبته 60 في المئة منها على شراء المساعدات للفئات المعدمة التي تعيش تحت خطّ الفقر، لا سيما في مناطق وسط البلاد وجنوبها والعاصمة بغداد، فيما تتوزع النسب الأخرى على تنظيم مهرجانات وندوات واحتفالات متنوعة ومختلفة لدعم برامج المرشّحين. لا يختلف اثنان على أن انخفاض الدينار وارتفاع الدولار انعكسا على حياة المواطن البسيط وزادت الضغوط النفسية والاقتصادية عليه وباتت حياته أكثر مرارةً، لا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخدمات الكهرباء والماء وضغوط وباء “كورونا” على الوضعين الاجتماعي والاقتصادي. ترى الصحافية هناء رياض أن الحجّة التي اتكأت عليها الحكومة بإقرار رفع الدولار وتقليص رواتب موظفي الدولة والاقتراض الدولي، بسبب تأثير فايروس “كورونا” في مجمل الأوضاع الاقتصادية في العالم ككل، لم تعد مجدية، فأسعار النفط قد ارتفعت مجدداً وما زال التصدير سارياً، وعلى رغم أنّ السوق تأثرت بالفعل وأدت إلى ركودٍ في الأسواق العالمية، إلا أنّ العراق يعاني مشكلات مركّبة، ومنها مشكلة سوء الإدارة المالية والفساد. وسألت: “كيف يمكن أن نبرئ الحكومة من مسألة افتعال أزمة؟ في حقيقة الأمر، هناك تلاعب وتعمّد لإرباك المواطن، واتباع سياسة العلاج بالصدمة”. وعمّا إذا كان الكاظمي يتحمّل مسؤول إنهيار العملة المحلية، ترى رياض أن رئيس الحكومة لم يأتِ بترشيح جماهيري بل بتوافقات حزبية، لذا فهو مرهون لتلك الأحزاب.
الحصاد draw: أثارت تصريحات لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي عبر محطة تلفزيون إيرانية الأسبوع الماضي، بشأن عدم ممانعته تولي رئاسة الحكومة المقبلة، إن "سعت له"، جدلاً واسعاً في البلاد، وخصوصاً مع تأكيدات لمصادر سياسية في بغداد، بينها أعضاء في حزب "الدعوة" الذي يتزعمه المالكي، أن الأخير بدأ عملية تصفير مشاكل مع قوى سياسية عدة، بما فيها تلك الكردية في إقليم كردستان، مع بدء دعاية مبكرة للمالكي في هذا الإطار منذ عدة أيام عبر وسائل إعلام تابعة لحزب "الدعوة"، أبرزها التلفزيون الذي يملكه. وأطاحت الانتخابات البرلمانية عام 2014 نوري المالكي، بعد أن تولى ولايتين متعاقبتين بين 2006 و2014، شهدت فيها البلاد انتهاكات إنسانية واسعة بسبب سياسة طائفية انتهجها في حكمه، أدّت في النهاية إلى وقوع أكثر من ثلث مساحة العراق تحت احتلال تنظيم "داعش"، فضلاً عن عمليات فساد ضخمة كبّدت البلاد خسائر بنحو 250 مليار دولار، ما زالت الجهات القضائية عاجزة عن تحقيق تقدم بملفات الفساد المتعلقة بها بفعل ضغوط سياسية بهذا الخصوص. المالكي بدأ يحشد أنصاره بشأن عودته إلى رئاسة الوزراء أو عودة المنصب إلى حزب "الدعوة" مجدداً ووفقاً لمصادر سياسية عراقية في بغداد تحدثت لـ"العربي الجديد"، بدأ المالكي يحشد أنصاره بشأن عودته إلى رئاسة الوزراء أو عودة المنصب إلى حزب "الدعوة" مجدداً بعد خروجه منه منذ نهاية حكومة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي. ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المالكي (70 عاماً)، الذي يعوّل على الدعم الإيراني الكبير له، بدأ بتحركات مبكرة من أجل ترميم العلاقة بينه وبين عدة قوى سياسية، وخصوصاً الكردية. وقال قيادي بارز في تحالف "النصر"، الذي يتزعمه حيدر العبادي لـ"العربي الجديد"، إن المالكي يتحرك بصفته أميناً عاماً لحزب "الدعوة"، وأنه يسعى إلى عودة الحزب إلى رئاسة الحكومة، لكن الحقيقة أنه يسعى إلى العودة شخصياً إلى المنصب، مؤكداً أن لديه في هذا الإطار تحركاً باتجاه الإدارة الأميركية الجديدة، ولهذا خفّت وتيرة انتقاداته للأميركيين ولموضوع الوجود العسكري في البلاد. واعتبر أن تحرك المالكي الحالي يبقى محدوداً لوجود رفض قوي من قبل زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، فضلاً عن عدد من مراجع النجف، وأبرزهم علي السيستاني، الذي أيّد عام 2014 إخراجه من السلطة بسبب النتائج الكارثية لإدارته البلاد. وقال المالكي في لقاءٍ متلفزٍ مع قناة "العالم" الإيرانية، في 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، معلقاً على الانتخابات المقبلة إن "الانتخابات لا تُحزر، ولكن تقديرنا أن نتائجنا ستكون أفضل من نتائج هذه المرحلة أو الدورة التي نحن فيها". وحول رئاسة الحكومة قال: "أنا لا أسعى لها، ولكن إذا هي سعت لي أنا سأقول أهلاً وسهلاً لكي أخدم، وليس لكي أعيش رئيس وزراء على الطريقة التي يريد أن يكون البعض رئيس وزراء كيفما يكن". ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يصرّح فيها المالكي عن رغبته في العودة إلى الحكومة، إذ سبق أن أعلن عدة مرات ذلك، بينها عبر شاشة محطة "بي بي سي" عام 2016، أعقبتها عدة تلميحات وإشارات منه في أحاديث لوسائل إعلام محلية عراقية وإيرانية. وتعليقاً على ذلك، قال القيادي في حزب "الدعوة الإسلامية" رسول راضي لـ"العربي الجديد"، إن "حزب الدعوة، من حقه كباقي القوى السياسية أن يسعى إلى الحصول على رئاسة الوزراء، خصوصاً أن هذا المنصب ليس حكراً على جهة أو شخص محدّد". وبيّن أن "نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، هي التي ستحدد أي كتلة ستكون المؤهلة للحصول على منصب رئاسة الحكومة، كذلك إن التحالفات السياسية، ستحسم هذا الأمر". وأضاف أن "المالكي تنطبق عليه الشروط والمواصفات كافة لرئيس وزراء ناجح، خصوصاً أنه حقق خلال فترة توليه هذا المنصب الكثير من الإنجازات على مستوى الأمن أو الاقتصاد والإعمار، على الرغم من وجود أطراف داخلية وخارجية، كانت دائماً ما تريد إفشال حكومته الأولى أو الثانية، وهي نفسها التي عملت على منع حصول الولاية الثالثة، لمنع استمرار الإنجازات المتحققة على الأرض، وكان من ضمن هذا المخطط، دخول تنظيم "داعش" الارهابي إلى العراق واحتلاله المدن"، وفقاً لقوله. وتولى نوري المالكي (70 عاماً) منصب رئاسة الحكومة عام 2006، بعد كل من إياد علاوي وإبراهيم الجعفري، واستمر بالحكم لدورتين انتخابيتين، حتى مع فوز غريمه التقليدي إياد علاوي عام 2010 في الانتخابات، إذ أدى قرار للمحكمة الاتحادية اعتُبر مسيَّساً يقضي بأن الفائز بالانتخابات ليس من يحصل على عدد أصوات فيها، بل من يشكل تحالفاً داخل البرلمان ينال فيه أغلبية مقاعد البرلمان، إلى تولي المالكي رئاسة الحكومة. وتميزت فترة حكم المالكي بالطائفية العالية في إدارة البلاد، وحملات إقصاء وتهميش هدّدت السلم الأهلي، خصوصاً بعد دعمه نظام بشار الأسد إبان الثورة السورية، والسماح بعبور قافلات المقاتلين والسلاح الإيراني عبر العراق إلى دمشق لغاية رحيله عن السلطة عام 2014. ولا تزال البلاد تعاني لغاية الآن من آثار حقبة المالكي التي تقدّر عدد الضحايا بعشرات الآلاف من المعتقلين والمختطفين، فضلاً عن نحو ربع مليون عراقي بين قتيل وجريح جراء اجتياح تنظيم "داعش" العراق وما خلّفه من مآسٍ. وحول ذلك، قال الكاتب والباحث بالشأن العراقي حسين دلي لـ"العربي الجديد"، إنه "على الرغم من كل تلك التطلعات الحالية للمالكي، فإنه يواجه صعوبات كبيرة ليس أولها نفرة الشركاء السياسيين من دوره السابق وتجربته التي توصف بالمريرة، في ظل إقصائه عدداً من شركائه في الحكم، فضلاً عن نهجه الطائفي، زد على ذلك أنّ تاريخه السيئ مع القوى السياسية في إقليم كردستان قد لا يمنحه فرصة لإعادة تكليفه، وكذلك سعي التيار الصدري إلى نيل هذا المنصب". وأضاف أن "المالكي قد يلعب على التناقضات الحالية، وإمكانية أن يلعب دوراً ضامناً لتحركات المليشيات ولجم سطوتها على الدولة، لكن تبقى مساعيه للعودة مرة أخرى صعبة جداً".
الحصاد draw: الحرة ملفات فساد واختلاسات وسوء ائتمان وإدارة، بهذه الاتهامات يمكن تلخيص الأجواء التي تسود محافظة صلاح الدين (شمالي بغداد)، بعد انتشار وثائق تتحدث عن عقود وتلزيمات بأرقام مالية ضخمة تجاوزت المليارات، لمشاريع وملفات وهمية وتنفيعات شخصية. وانتشرت يوم أمس السبت وثيقة تتهم محافظ صلاح الدين عمار الجبوري بشراء أجهزة تعفير (تعقيم) بأكثر من 2 مليون دولار، في وقت لا تتجاوز أسعار هذه الأجهزة الـ900 مليون دينار عراقي (أكثر من 600 ألف دولار). وقال النائب عن صلاح الدين جاسم الجبارة، في وقت سابق، أن محافظته تحتل النصيب الأكبر من الفساد، مشيرا إلى أن المحافظة ومنذ 10 سنوات مثقلة بالمشاريع الوهمية. ولكن الصحافي العراقي، مقداد الحميدان، يؤكد أن "هناك أكثر من 13 ملف فساد في المحافظة، وأبرزها تأهيل وصيانة الكهرباء، وتركيب كاميرات حرارية، ومستشفى قسطرة القلب، وصفقة وضع حاويات نفايات". وأوضح الحميدان، في حديث لموقع "الحرة"، أنّ "مركز قسطرة القلب كلفته مليارين و800 مليون دينار عراقي، في الوقت الذي تم إقرار المشروع بقيمة 5 مليار، أي تمت مضاعفة السعر تقريباً". وزودت مصادر مطلعة، موقع الحرة، بمزيد من عقود التجهيز، مشيرة إلى أن هذه المستندات كفيلة بالكشف عن حجم الفساد في محافظة صلاح الدين، وهي على الشكل التالي: أولاً، تجهيز كاميرات حرارية: تم إبرام أكثر من عقد لتجهيز كاميرات تعمل على الطاقة الشمسية في المحافظة، الأول كان بقيمة 28 مليار دينار عراقي، والثاني بـ 15 مليار دينار ، مع المقاول نفسه. عقد بقيمة ثمانية وعشرون مليار دينار عراقي لتركيب كاميرات عقود متتالية وبأرقام ضخمة لتركيب كاميرات تعمل على الطاقة الشمسية وتظهر الصور التالية بعض الكاميرات التي وضعت في شوارع معينة بالمحافظة، ولم تحقق الغاية منها، إذ أنّ غالبيتها لا يعمل، بحسب ما قاله الصحافي العراقي، زياد السنجري، لموقع "الحرة". صورة تظهر الكاميرات في احد شوارع صلاح الدين الكاميرات "شكلية" وغير مطابقة لمواصفات العقد الكاميرات من "صناعة الصين" كما قال الحميدان: "إذا تم تنفيذ بعض هذه العقود، كتلك المرتبطة بتجهيز كاميرات حرارية فهي غير مطابقة للمواصفات المنصوص عنها، فضلاً عن وضعها على بعض الأعمدة وبصورة شكلية". ثانياً، مركز السرطان: ووفقاً لمصادر من مجلس المحافظة، تم الموافقة على مشروع إنشاء مركز للسرطان بقيمة 16 مليار دينار عراقي، إلا أنّ الوثائق تثبت وضع المشروع في قائمة المحافظة بقيمة 25 مليار دينار عراقي، ومن ثم تم إبرام العقد بزيادة أكثر من 3 مليارات، وهي مبالغ مرصودة لمشروع لم ينفذ بعد. مشروع مركز السرطان لم ينفذ على أرض الواقع وأكّدت المصادر نفسها، أنّه تم إقرار مشروع إنشاء مركز للسرطان في صلاح الدين منذ حوالى سنة ونصف السنة، ولكن تحول المشروع إلى قسم داخل مستشفى تكريت التعليمي الذي قامت بإنشائه إحدى المنظمات الدولية أساساً، في وقت ساهمت المحافظة في جزء بسيط فقط من التجهيزات". وفي هذا السياق، أشار السنجري إلى أنّ "هناك مشاريع عدة قامت بها منظمات دولية، تم وضعها ضمن خانة برامج المحافظة في صلاح الدين، ونينوى أيضاً". ثالثاً، ملف الكهرباء وبالنسبة لملف الكهرباء، فقد تم إبرام عقد بين المحافظة وأحد المقاولين لتجهيز مواد كهربائية لصيانة الشبكات في عموم المحافظة بقيمة حوالى 14 مليار دينار عراقي، في حين لم يشعر سكان صلاح الدين بأي تحسن لو بسيط في التيار الكهربائي، بحسب ما ذكره أكثر من مواطن داخل المحافظة لموقع "الحرة". عقد بقيمة أربعة عشر مليار دينار عراقي لتجهيز الكهرباء "مجلس المحافظة" وفي هذا السياق، أكّد أحد الأعضاء في مجلس المحافظة (رفض الكشف عن اسمه)، في حديث لموقع "الحرة"، أنّ الوثائق جميعها صحيحة، ويمكن اعتبار ملفي الكهرباء ومركز السرطان من الأكثر فسادا. وشدد على أنّه "بالنسبة للكهرباء تحديداً، فالصعوبة تكمن بأنّ الأوراق سليمة من حيث الشكل، إلا أنّ هناك تلاعباً في أصل المبلغ، وإنجاز المشروع صفر". اتهامات بدوره، شدد السنجري، على أنّ "هناك حيتان فساد كبرى تنخر في المحافظات المنكوبة، والتي تعاني بعد تحريرها من داعش من سيطرة المليشيات الإيرانية التي تستفيد من كل ملف فساد". وأضاف السنجري، في حديثه لموقع "الحرة"، أنّ "محافظ صلاح الدين عمار جبر الجبوري يتحمل مسؤولية هذه العقود التي راحت أرباحها لجيوب الفاسدين والجماعات الموالية لطهران، بالإضافة إلى المحافظ السابق، النائب أحمد الجبوري المعروف بـ"أبو مازن"". وفي هذا السياق، برزت تغريدة للنائب السابق مشعان الجبوري، الذي قال فيها إنّ "محافظ صلاح الدين سيعرض قريباً عبر وسائل الاعلام وثائق تظهر كيف سرق المحافظ السابق أبو مازن مئات المليارات"، فضلاً عن عرضه وثائق لما ذكر أنها "منح امتياز استخراج النفط". كما أكّد عضو مجلس المحافظة (الذي رفض الكشف عن اسمه) أنّ "المحافظ عمار جبر الجبوري تلاعب على الجميع لكي يحقق منافع مالية، وأنّ جميع الوثائق التي تتحدث عن قضايا فساد مرتبطة بالمحافظة صحيحة لاسيما تلك المتعلقة بمركز السرطان وملف الكهرباء". المحافظ.. غائب عن السمع وللوقوف على رأيه حول الاتهامات الموجهة إليه، حاول موقع الحرة الاتصال بالمحافظ ومراسلته دون الوصول إلى نتيجة. وهنا، أشار مصدران في المحافظة، لموقع "الحرة"، إلى أن الجبوري "غائب عن السمع" وهو "لا يجب على أي مكالمة حتى من الأرقام المسجلة لديه". على من تقع المسؤولية؟ وبالعودة إلى الحميدان، فقد حمّل مسؤولية ملفات الفساد في المحافظة إلى "الرقابة المالية التي لم تدقق حتى الآن بأي من هذه الوثائق، هيئة النزاهة، ورئاسة الوزراء ولجنة مكافحة الفساد التي لم تحقق ولم تستدع أي مسؤول في صلاح الدين". واعتبر أنّ "محافظة صلاح الدين من أفسد المحافظات على مستوى العراق بسبب كمية الفساد الموجود فيها". بينما رأى السنجري أنّ "ما يحصل ليس مرتبطاً في الفساد وحسب، وإنما هناك مخططات لتجريدها من الأمن والمستلزمات الأساسية للحياة، مشيرا إلى أن "هجمات أمنية واختفاءات قسرية وقتل، وكل ذلك لجعل الأهالي في حالة خوف وتبعية للمليشيات".
الحصاد DRAW: حازم الأمين - DARAJ ما حصل في باب شرقي في بغداد هو عملية مركبة شاركت فيها خلية بأكملها تحضيراً وتخطيطاً وتنفيذاً، وتصبح هذه الحقيقة مخيفة حين نردها إلى حقيقة استيقاظ التنظيم في البادية السورية وتنفيذه عمليات مركبة أيضاً... قبل نحو سنتين زرنا بغداد والتقينا مسؤولين فيها، وبينما كان الأمنيون ممن التقيناهم يؤكدون أن “داعش” ما زال يتحرك في مساحات غير حضرية واسعة في الصحراء الغربية، وأن مواجهات يومية تقع بين فلوله وبين القوى العسكرية العراقية، كان السياسيون يتصرفون وكأنهم انتقلوا إلى مرحلة ما بعد “داعش”، وكان الانتصار على التنظيم جزءاً من مشهد “انتصار” أوسع على القاعدة الاجتماعية والمذهبية التي بنى التنظيم نفوذه فيها. ماذا تقول لنا تفجيرات بغداد اليوم؟ هل استيقظ التنظيم؟ فتفجيرات اليوم ليست عملاً يائساً نفذه انغماسي فردي. ما حصل في باب شرقي في بغداد هو عملية مركبة شاركت فيها خلية بأكملها تحضيراً وتخطيطاً وتنفيذاً، وتصبح هذه الحقيقة مخيفة حين نردها إلى حقيقة استيقاظ التنظيم في البادية السورية وتنفيذه عمليات مركبة أيضاً، سقط في إحداها في ريف مدينة دير الزور نحو 40 قتيلاً من جنود النظام السوري. لم يولد “داعش” من الفراغ، بل ولد في لحظة سياسية شديدة الوضوح. كان جواباً على “انتصار الشيعة على السنة” على رغم أن ضحاياه من السنة فاقوا ضحاياه من أي جماعة أخرى. النصر على التنظيم كان عسكرياً ولم يترافق مع أي تسوية سياسية، لا بل نجم عن هذا النصر تكثيف لهزيمة السنّة في العراق وسوريا. يقول صديقنا حسن أبو هنية، وهو أكثر العارفين بخبايا التنظيم إن السؤال ليس هل سيستيقط “داعش”؟ إنما متى سيستيقظ؟ ذاك أن استيقاظه أمر لا بد منه، فهو نائم اليوم في البادية بانتظار لحظة سياسية توفر له معاودة تدفقه على المشهد. واليوم يوفر الواقع في العراق وفي سوريا فرصاً حقيقية لمعاودة التنظيم نشاطه وإن وفق شروط مختلفة. إنها لحظة “زرقاوية” ومشهد “زرقاوي”، الانقضاض الوغدي على المدنيين في لحظة مذهبية شديدة الدلالة. عملية اليوم في بغداد وقبلها في دير الزور وبينهما هجمات عدة في الصحراء وفي البادية، مؤشرات تدعو إلى قلق فعلي. فبغداد التي تتحرك فيها فرق الموت التابعة للفصائل الموالية لإيران، لن تكون عصية على فرق موت موازية. الفراغ الأمني الهائل الذي يوفره الفراغ السياسي والمزاج الانتصاري، فرصة حقيقية للتنظيم. هذا في بغداد، أما في البادية والصحراء فالفرص مضاعفة. إنها لحظة “زرقاوية” ومشهد “زرقاوي”، الانقضاض الوغدي على المدنيين في لحظة مذهبية شديدة الدلالة. لا فرص تلوح لأي تسوية، فقد تم خنق انتفاضة الشباب بالعصا الإيرانية، ولا أحد يفكر بملايين المقيمين في المخيمات، وأهل مدن الغرب والشمال هم ذميو الدولة وسلطتها العميقة. و”داعش” وفي أعقاب القتل السهل لـ”خليفته” أبو بكر البغدادي، عاد ونصب خليفة من الحلقة الأمنية للتنظيم وليس من الوجوه “الشرعية” على ما كانت حال السلف. إنه أبو إبراهيم الهاشمي، وهو عراقي تركماني من مدينة تلعفر التي يتحدر منها معظم أمنيو التنظيم. والخليفة الجديد كان قريباً جداً من المؤسس الفعلي للتنظيم أبو علي الأنباري الذي قتل في سوريا. والمؤشرات تقول إن الهاشمي قرر العودة إلى ما قبل مرحلة السيطرة المكانية، أي إلى حروب العصابات القائمة على العمل الأمني، وعلى بناء الخلايا النائمة، التي تستيقظ في لحظات يسبقها عمل وصبر وتخطيط. عملية بغداد اليوم إذا ما ربطت بعمليات دير الزور والبادية السورية، قد تكون افتتاحاً لزمن مختلف في العراق والأرجح في سوريا. المشهد بين العراق وسوريا يكفي لمستوى من الخوف والتشاؤم. للاستعصاء في سوريا أصداء في العراق والعكس صحيح، والحدود بين البلدين مخترقة بصدع مذهبي هائل، ومثلما تؤمن هذه الحدود فرصاً للغارات الإسرائيلية على مواقع القوى الموالية لإيران التي تعبر مواكبها هذه الحدود خلال جولات القتال المذهبي في البلدين، توفر أيضاً فرصاً للتنظيم المسخي ليُنشئ نفوذه في تلك البيئة العشائرية، التي أقصيت عن التسويات السياسية، وتحولت إلى جماعة مهزومة تقيم في مخيمات البؤس التي تزنر كل من العراق وسوريا.
الحصاد draw: مايكل نايتس - الشرق الاوسط توفر هذه الفترة رؤية مهمة حول مسار الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. ففي العام الذي انقضى منذ مقتل قادتها الأكثر شهرة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، تغيّرت هذه الميليشيات بطرق حاسمة الأهمية، مما يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية تعامل بغداد وشركائها الدوليين مع هذه الميليشيات في 2021. مر العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية بمجموعة من مناسبات الذكرى السنوية الحساسة، حيث صادف يوم 29 كانون الأول/ديسمبر مضي عام واحد على قيام الغارات الأمريكية بقتل خمسة وعشرين فرداً من أفراد الميليشيا القوية «كتائب حزب الله»، وشهد 3 كانون الثاني/يناير إحياء ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني وقائد الميليشيا العراقي أبو مهدي المهندس. وعلى الرغم من استمرار القصف غير القاتل على الشاحنات العراقية التي تحمل معدات أمريكية، إلّا أن الميليشيات لم تشنّ أي هجمات صاروخية ضد المنشآت الأمريكية خلال فترة الذكرى السنوية، حيث كان آخرها هجوم وقع في 20 كانون الأول/ديسمبر واستهدف السفارة الأمريكية في بغداد. ومع ذلك، توفر هذه الفترة رؤية مهمة حول مسار الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، حيث هناك جدالات داخل الجماعات الكبرى بشأن الهجمات التي تراوحت بين ضرب صالات التدليك والاعتداء على المنشآت الدبلوماسية الأمريكية، مما دفع طهران في النهاية إلى التدخل ووقف الجدال. و قد تظهر ملامح استراتيجية جديدة أقل حركية للميليشيات، الأمر الذي سيطرح تحديات جديدة أمام إدارة بايدن وشركاء العراق الغربيين الآخرين. المشاجرات داخل "المقاومة" يوفر البحث المفصّل في أنشطة الميليشيات، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، والتصريحات العلنية نظرة عامة جيدة عن "المقاومة" التي تشهد تطوراً سريعاً، وهي الجماعات التي [تدّعي] بأن ما تقوم به هو بإسم "المقاومة" ضد الوجود العسكري الغربي في العراق. وبصورة متزايدة، تتولى "الهيئة التنسيقية" [للمقاومة العراقية] النزعة القتالية المناهضة للغرب؛ وتتكون هذه "الهيئة" من ثلاث جهات فاعلة رئيسية هي «كتائب حزب الله»، و «عصائب أهل الحق»، و «حركة حزب الله النجباء». وبعد وقت قصير من مقتل سليماني والمهندس في ضربة أمريكية في كانون الثاني/يناير الماضي، سعت هذه الجماعات إلى السيطرة على المساحات العامة والالكترونية في العراق، والحفاظ على التماسك من خلال آلية تنسيق فضفاضة. ومع ذلك، فقد تجادلت هذه الجماعات مع بعضها البعض أيضاً - حول هجمات «كتائب حزب الله» في تشرين الثاني/نوفمبر على صالات التدليك في بغداد بعملها تحت راية حراس «ربع الله» غير النظاميين، وحول "الهدنة المشروطة" التي أعلنها المتحدث باسم «كتائب حزب الله» محمد محي مع الولايات المتحدة في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر. وأدى ذلك إلى حدوث انقسام بين الجماعات الأساسية لفترة وجيزة. ثم تماشت «كتائب حزب الله» و «حركة حزب الله النجباء» مع توجيهات «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، الذي طلب منها على ما يبدو تجنب قتل أي أمريكي في الأسابيع القليلة المتبقية من إدارة ترامب. وكبديل، يبدو أن «كتائب حزب الله» وجّهت شبكة «سرايا قاصم الجبارين» لتصعيد الهجمات بالقنابل المزروعة على جوانب الطرق ضد الشاحنات العراقية التي تحمل إمدادات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة جنوب بغداد. وفي المقابل، كانت «عصائب أهل الحق» أكثر عدائية ضد الأهداف الأمريكية، حيث انتهكت هدنة «كتائب حزب الله» من خلال إطلاقها صواريخ على السفارة الأمريكية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر (لأغراض الإنكار، نسبت وسائل الإعلام في «عصائب أهل الحق» ذلك الهجوم إلى الجماعة الجديدة «أصحاب الكهف»). كما سحبت «عصائب أهل الحق» أفرادها من مجموعة «ربع الله» بعد انتقادها هجمات «كتائب حزب الله» في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر على المدنيين في بغداد. وكانت «كتائب حزب الله» قد اتخذت إجراءات ضد الأشخاص في صالات التدليك لأسباب أخلاقية على ما يبدو، غير أن «عصائب أهل الحق» كانت تجني الأموال من الضرائب غير المشروعة المفروضة على الأعمال المستهدفة والأعمال المماثلة الأخرى (على سبيل المثال، حلقات الدعارة، والنوادي الليلية، ومحلات بيع الخمور). وبالمثل، سرعان ما تلاشى تأثير «كتائب حزب الله» في المنفذ الإعلامي القوي للميليشيات - قناة "صابرين" - حيث بدا أن المساهمين من قبل «كتائب حزب الله» أخذوا في الانسحاب، تاركين القناة تحت سيطرة «عصائب أهل الحق» منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ورداً على هذا المشهد الفوضوي وما نتج عنه من تداعٍ للجهود التي تبذلها "الهيئة التنسيقية" [للمقاومة العراقية]، اتخذت إيران إجراءات لاستعادة التماسك واسترضاء قادة الميليشيات الغاضبين من المقاومة التي يواجهونها من جانب الحكومة العراقية. وفي 21 كانون الأول/ديسمبر، سافر قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني اللواء إسماعيل قاآني إلى بغداد لتهدئة «عصائب أهل الحق» بعد أن ألقت السلطات العراقية القبض على أحد أعضائها المرتبط بالهجوم على السفارة الأمريكية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر. الاتجاهات في تطوّر الميليشيات العراقية في الواقع، سيتغير الكثير مع تولي إدارة بايدن الملف العراقي. وتشمل الاتجاهات الرئيسية ما يلي: بذل جهود لتعتيم مسؤولية الميليشيات. في وقت مبكر من تشرين الأول/أكتوبر 2019، وربما قبل ذلك، اقترح قاسم سليماني اتباع تكتيكات جديدة لجعل مساءلة الميليشيات من قبل الجهات الفاعلة الدولية أو الحكومة العراقية أو الرأي العام العراقي أكثر صعوبة. ينبغي ألاّ يُنظر إلى "الجماعات الجديدة" مثل «عصبة الثائرين»، و «سرايا قاصم الجبارين»، و «أصحاب الكهف»، و «ربع الله» كمنظمات منفصلة، بل أسماء تنظيمات لأنواع معينة من الأنشطة التي تضطلع بها «كتائب حزب الله» والميليشيات الكبرى الأخرى - على غرار فرق العمل المرقمة التي تم حشدها في الجيوش الغربية لأداء مهام محددة، أو "غرف العمليات" التي غالباً ما ينشئها الجهاديون في الشرق الأوسط لتنسيق حملات معينة. إبقاء المضايقات الحركية "دون الحد الأدنى". بدلاً من إعطاء الضوء الأخضر للميليشيات لاستئناف الهجمات المميتة مباشرة بعد إنتهاء فترة رئاسة إدارة ترامب، قد يواصل «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني محاولة إبقائها دون عتبة الانتقام الأمريكي، مع التركيز بدلاً من ذلك على الجهود المبذولة لخنق خطوط إمداد التحالف من خلال التفجيرات المكثفة إلى حد كبير على جوانب الطرق ضد سائقي الشاحنات العراقيين. القوة الناعمة و"الصفعات القاسية". في خطاب ألقاه المرشد الأعلى علي خامنئي في 16 كانون الأول/ديسمبر، أعلن أن إيران وشركاءها سوف يستخدمون القوة الناعمة بشكل متزايد لإحباط "الإمبريالية" الأمريكية وطرد القوات الأمريكية من الشرق الأوسط. ووفقاً لبعض التقارير، ناقش الجنرال قاآني الخطة لعام 2021 مع قادة المقاومة عندما زار العراق في 21 كانون الأول/ ديسمبر. ومن المرجح أن يجمع النهج الجديد بين الأنشطة المكثفة غير الحركية والأقل حركية، والتي تشمل العنف الغوغائي، والحرق المتعمد، وبرامج الرعاية الاجتماعية، والاحتجاجات السياسية، والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، والاجراءات البرلمانية، والدعاوى القضائية المستهدفة (المعروفة أيضاً باسم "الحرب القانونية")، والحملات الانتخابية. وفي 3 كانون الثاني/يناير، ظهر الأمين العام لـ «كتائب حزب الله» أبو حسين الحميداوي (إسمه الحقيقي أحمد محسن فرج الحميداوي) في خطاب علني للمرة الأولى، وهي خطوة وصفتها «عصائب أهل الحق» كـ "بداية عهد جديد لـ «المقاومة»". وقد يشير ذلك إلى أنه حتى الفصائل الأكثر تشدداً تفكر في القيام بدور أكثر علانية في الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر. التداعيات على السياسة الغربية بشكل جماعي، تشكّل الولايات المتحدة و "مجموعة المستشارين العسكريين" المكونة من ثلاث عشرة دولة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، والمؤسسات المالية الدولية المرتبطة بها أقوى شركاء العراق وأفضلهم من حيث النوايا الحسنة. وفي ظل إدارة بايدن، قد يتحول تركيز سياسة الولايات المتحدة وقيادتها بشأن العراق إلى منظور "الاستراتيجية القُطْرية"، على عكس منظور ترامب المتمثل في ممارسة "الضغط الأقصى" على إيران. ومع ذلك، لا تزال الميليشيات الخارجة عن السيطرة المدعومة من إيران تشكل العديد من التهديدات التي يهتم بها فريق بايدن اهتماماً كبيراً، وهي: تقويض الديمقراطيات الوليدة من قبل المستبدين (على غرار التدخل الانتخابي لروسيا)، واستهداف النشطاء السياسيين (مثل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي)، وتفاقم الفساد المستشري في مرحلة تتسم بأزمة اقتصادية، وبطبيعة الحال حماية الأشخاص الأمريكيين في الخارج. ولهذه الأسباب وغيرها، لا يزال من المتوقع أن تساعد واشنطن الجهود الدولية الرامية إلى الحد من تهديد المقاومة. وستتطلب الطبيعة المتطورة لهذا التهديد مجموعة أدوات متطورة تتضمن ما يلي: المساءلة القائمة على الأدلة. تحاول الميليشيات المدعومة من إيران الحصول على كل شيء والاستفادة منه في الوقت عينه، مدّعية بشن هجمات من خلال واجهات جديدة مثل «أصحاب الكهف» من أجل الإظهار لمؤيديها أنها ما زالت "تقاوم"، ولكنها تحتفظ بما يكفي من الإنكار لتجنب التداعيات السلبية مثل الرد العسكري، أو التحديات القانونية، أو الإضرار بالعلاقات العامة. ولجمع الأدلة اللازمة لمحاسبة هذه الجماعات، على الحكومات التي تركز على حقوق الإنسان في الغرب أن تتبنى أساليب جمع معلومات قوية تجمع بين مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتحليل الخبراء. ردود غير حركية. يمكن للعمليات في مجال المعلومات ضد الميليشيات - مثل تقديم أدلة على فسادها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان - أن تحدث على الأقل أضراراً طويلة المدى مثل الضربات الحركية. على الجهات الفاعلة الدولية أيضاً الاستفادة بشكل أكبر من "الحرب القانونية". فبمجرد إدراج «قوات الحشد الشعبي» كجهاز عسكري عراقي رسمي، تصبح الدولة من الناحية الفنية مسؤولة عن الأعمال غير القانونية لجميع ميليشيات «قوات الحشد الشعبي». ويثير ذلك إمكانية قيام الدول الأجنبية والضحايا الأفراد برفع دعاوى مدنية أمام محاكم أجنبية، سواء بناءً على العقوبات ضمن إطار "قانون ماغنيتسكي العالمي" الذي أصدرته الحكومة الأمريكية أو غيره من الإجراءات. وفي الوقت نفسه، على المجتمع الدولي تعزيز القضاة والمحاكم العراقية بشكل مستمر لكي يتمكنوا تدريجياً من تولي زمام المبادرة في معاقبة جرائم الميليشيات. انتخابات حرة ونزيهة. نشأ جزء كبير من التوتر الحالي بين الولايات المتحدة والعراق وإيران من الانتخابات السيئة التنفيذ التي هيمنت عليها الميليشيات عام 2018 والحكومة الوليدة التي اخترقتها الميليشيات. ومن المقرر أن يجري العراق انتخاباته المقبلة في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021، لذلك يجب على المجتمع الدولي ضمان تزويد جهود المراقبة بموارد جيدة ومساعدة بغداد على إنجاز حملة بطاقات الناخبين البيومترية الجارية بشكل مرضٍ. وتحتاج الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى أيضاً إلى التوصل إلى اتفاق حول الكيفية التي سترد فيها إذا شاركت الجهات التي تم إثبات انتهاكها لحقوق الإنسان مثل «كتائب حزب الله» و «حركة حزب الله النجباء» في العملية السياسية. منافسة "المنطقة الرمادية" مع لمسة خفيفة. على الرغم من أن الانقسامات داخل المقاومة تتلاشى كلما تعرضت الفصائل المسلحة للضغط، إلا أن خطوط الصدع عميقة وتميل إلى الاتساع عندما لا تتصرف الولايات المتحدة بصورة علنية جداً. وقد تكون الطموحات السياسية لزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي وغيره من العناصر الفاعلة في الميليشيات بمثابة معادلة لا ينتصر فيها أحد - على سبيل المثال، كانت «كتائب حزب الله» تعمل بنشاط على تقويض المنافسين مثل رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض. يجب أن يركز التصرف الأمريكي والدولي السري على تفاقم هذه التوترات الطبيعية، بدلاً من طرح عدو خارجي مشترك لفصائل المقاومة. ضغوط التوقعات الأمريكية. لا يتّبع صانعو السياسة العراقيون دائماً نصيحة الولايات المتحدة أو يقدّرون التذمر الأمريكي، لكنهم يريدون من واشنطن أن تواصل (بسرّية) الضغط على الحكومة لتحسين سيطرتها على الميليشيات. وغالباً ما يستخدم القادة العراقيون مثل هذا التهويل الأجنبي لتعزيز قضيتهم المحلية لاتخاذ الإجراءات والحصول على دعم أكبر من السلطات الدينية.
الحصاد draw: الحرة "تطبيع العلاقات العراقية مع إسرائيل"، عنوان قديم جديد يطرح بين الحين والآخر وتتعالى معه الأصوات المؤيدة والمعارضة، وسط صمت رسمي في ظل انشغال الشارع العراقي بقضاياه المعيشية والاقتصادية اليومية. جديد هذا الملف حركة أطلقت على نفسها اسم "25 أكتوبر" ، وعرف عنها أمينها العام طلال الحريري بأنها حركة علمانية تهدف إلى فصل الدين عن الدولة، وكذلك طالب في عدة لقاءات صحافية بعلاقات جيدة مع إسرائيل، وهذا ما أثار حفيظة العديد من الناشطين العراقيين الذين ثاروا لأهداف اجتماعية تهدف إلى القضاء على الفساد. حركة تنادي بالتطبيع.. تغير اسمها وقال أمين عام حركة "25 أكتوبر"، طلال الحريري، في حديث لموقع "الحرة": "نحن أول مشروع سياسي مسجل أصولا نعارض إيران علنا ونقف بوجهها، حتى أنّنا لم نذكر طهران في إعلان مشروعنا السياسي، باعتبارها دولة غير موجودة في المستقبل". وأكّد الحريري أنّ "موقفنا واضح تجاه التطبيع مع إسرائيل، نحن مع إقامة سلام كامل على مستوى اجتماعي وعدم الاكتفاء فقط بعلاقات سياسية - دبلوماسية فقط"، مشيراً إلى أنّه "هناك 2 مليون يهودي عراقي مهجّر، ما يعني أننا بحاجة لتغيير سياسي واقتصادي للوصول إلى درب السلام الصعب بوجود المليشيات الإيرانية". وقال: "في جنوب العراق، مدينة إبراهيم، التي يمكن أن نجعلها روحانية وجامعة لتقرب الشعوب وتحقق التوازنات في الشرق الأوسط"، كاشفاً أنّ "هذه الأفكار أدت إلى تهديدي بالقتل من قبل جماعات إيران المسلحة ما دفعني إلى الانتقال من بغداد إلى شمالي البلاد حفاظاً على أمني". وعن مدى انسجام أفكاره مع اتجاهات ثورة تشرين، أوضح الحريري أنّ "حوالى 70 في المائة من أفراد المجتمع المدني يؤيدون التطبيع وإقامة العلاقات مع إسرائيل، ولا يمكن اختزال العراق بثورة تشرين فقط"، مشيراً إلى أنّه "بتقدم بطلب تغيير اسم الحزب لدى السلطات المختصة، وذلك منعاً لأي التباس، ولكي لا يتم صبغة جميع الناشطين في الثورة بأفكار حزبه". "الثورة لا تنحصر بحزب" من جهته، شدد الناشط المدني، سيف الدين علي، في حديث لموقع "الحرة"، على أنّ "الثوار يرفضون أي حزب يحمل اسم الثورة، لأنها حملت العديد من الطوائف والتوجهات المختلفة والتي لا يمكن حصرها في حزب يحمل اسم الثورة". وعلّق علي على موقف الحريري قائلاً: "إذا كان التطبيع مع إسرائيل جزء من سياسته الخارجية فهذا الشيء يمثل الحزب ويطرحه لجمهوره في الانتخابات، إذا كان يناسبهم ينتخبونه، ولكن التطبيع مع إسرائيل لا يرضي جميع الثوار، فهناك من يريدون الحياد، وهناك من يرفضون التطبيع". ليست المرة الأولى وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل، إذ سبق للنائب فائق الشيخ علي أنّ طلب عبر تويتر من الصحفي والباحث الإسرائيلي، إيدي كوهين، "الكشف عن أوراق الموساد"، فكانت الإجابة من الأخير أنّ "المالكي والمعارضة العراقية عام 2000 طلبوا لقاء السفير الإسرائيلي في مصر وطلبوا الدعم والسلاح ضد نظام صدام". وللتوقف أكثر عند الاتهام الإسرائيلي لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، اكتفى كوهين، في حديث لموقع "الحرة"، بالقول: "وراء الكواليس الجميع يعلم أنّ المعارضة العراقية طرقت أبواب إسرائيل وطلبت المساعدة منها". وشدد كوهين على أنّ "المالكي طلب لقاء السفير الإسرائيلي لمدهم بالسلاح ضد نظام صدام حسين، ولا يمكن لأحد إنكار ذلك حتى لو لم نقدم أي دليل". في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون، النائب بهاء الدين النوري، في حديث لموقع "الحرة"، هذا الأمر جملة وتفصيلا، وقال: "أي تصريح يتحدث عن زيارة قام بها المالكي لأي من الشخصيات الإسرائيلية غير صحيح". ونفى النوري أي زيارة قام بها المالكي للسفير الإسرائيلي في مصر، مؤكّداً أنّ "هذا الكلام عار عن الصحة تماماً وبعيد كل البعد عن الواقعية"، متهما مطلق "هذه الشائعات" بـ"الكاراكوز". ولفت إلى أنّ "المالكي شخصية وطنية معروفة، والشارع العراقي يرفض إقامة علاقات مع إسرائيل، باعتباره مجتمعاً عشائرياً إسلامياً لا يمكن أن يرضى بذلك". وردا على سؤال عن الحركة السياسية التي تطالب بالتطبيع مع إسرائيل، قال المتحدث باسم الائتلاف: "في حال وجود أصوات معارضة داخل البلاد لهذا الكلام وتريد التطبيع مع إسرائيل، فهي لا تمثل إلا نفسها ومصالحها". وفود عراقية في إسرائيل؟ وفي سياق متصل، كانت صفحة "إسرائيل بالعربية" على تويتر، قد ذكرت في يناير 2019، أنّ "ثلاثة وفود عراقية زارت إسرائيل في العام الفائت، كان آخرها خلال الأسابيع الماضية". وذكرت الصفحة أنّ "الضيوف العراقيين زاروا متحف ياد فاشيم، الذي يخلد ذكرى ضحايا الهولوكوست، والتقوا أكاديميين ومسؤولين حكوميين إسرائيليين"، مؤكّدة أنّ "وزارة الخارجية الإسرائيلية تدعم هذه المبادرة، ولفتت إلى أن الوفود ضمت شخصيات عراقية سنية وشيعية لها تأثير في العراق". كما قال تقرير تلفزيوني إسرائيلي، حينها، إنّ الهدف من هذه الزيارات السرية كان وضع "البنية الأساسية لعلاقات مستقبلية" بين العراق وإسرائيل، مضيفاً أنّ التركيز خلال الزيارات "غير الرسمية" كان على مسائل ثقافية واجتماعية وأن أعضاء الوفود ناقشوا مسائل تتعلق بالتاريخ اليهودي العراقي. وطالب عضو هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي، حسن كريم الكعبي، آنذاك، وزارة الخارجية بالتحقيق بما أوردته وسائل إعلام رسمية إسرائيلية بشأن زيارة ثلاثة وفود عراقية. ودعا الكعبي، في بيان، لجنة العلاقات الخارجية النيابية بالتحقيق في هذه الزيارة ومدى دقتها، والكشف عن أسماء المسؤولين الذين قاموا بالزيارة وبالخصوص من أعضاء مجلس النواب".