عربية Draw: قدر العراق قاس منذ الولادة على يد ونستون تشرشل بعد الحرب العالمية الأولى، ففي الماضي كانت المشكلة هي مظلومية الشيعة، أما بعد الغزو الأميركي فإن المشكلة هي حكم الشيعة، حكم دستوره أميركي وإدارته إيرانية وحكوماته حصص موزعة على شخصيات متناقضة ودول متنافسة وحتى متحاربة، والدستور الذي هندسه أستاذ القانون في "جامعة هارفارد" نوح فيلدمان لم يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المجتمع العراقي، حيث الحداثة قشرة لا تخفي العشائر والقبائل والأعراق والمذاهب تحتها، بمقدار ما بني لنظام ديمقراطي برلماني على الطريقة البريطانية في غياب الديمقراطيين والتجارب الديمقراطية، وبعد التطبيق أو سوء التطبيق أدرك فيلدمان النقص.وعبر في كتاب "الشتاء العربي: تراجيديا" عن خيبة أمله، ثم حاول الحفاظ على التفاؤل بالقول إن "الديمقراطية لم تمت لكنها مؤجلة وتحتاج إلى جيل آخر"، والإدارة الإيرانية لدستور في نظام ديمقراطي هي مهمة مستحيلة، فكيف يدير نظام ثيوقراطي سلطوي يدعي أنه "حكم إلهي" نظاماً ديمقراطياً يعتمد النقاش والتصويت؟ وكيف يمكن أن يتحول وكلاء إيران وقادة الميليشيات المسلحة إلى رجال دولة يؤمنون بالنقاش ويحتكمون الى إرادة الأغلبية؟ أليس من عوامل المشكلة أن الدستور العراقي الذي هو دستور "أغلبية" يراد تطبيقه كدستور "إجماع"؟ السيد مقتدى الصدر ليس ثورياً بالمعنى الكامل ولا بابه مغلق مع إيران، لكنه حاول بعد الفوز بأكبر كتلة شيعية تأليف حكومة "أغلبية وطنية" بالتفاهم مع "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني و"تحالف السيادة" السنّي بين محمد الحلبوسي زعيم "تقدم" وخميس خنجر زعيم "عزم"، فوضعت طهران حاجزاً على الطريق عبر وكلائها المسلحين الذين خسروا الانتخابات وأصروا على حصص في الحكومة، لا بل جرى اتهام الصدر بأنه "يهدم الحكم الشيعي".الصدر سحب نوابه من البرلمان فجرى تعيين المرشحين الخاسرين محلهم والإصرار على تأليف حكومة منهم، وكان من الطبيعي أن يضع الصدر حاجزاً على طري عتصم أنصار الصدر في مبنى البرلمان وتظاهروا في مدن عدة مطالبين بحل البرلمان والذهاب الى انتخابات نيابية جديدة، وتحقيق مطالب أخرى هي محاسبة الفاسدين والقضاء على الفساد، لكن وكلاء إيران ضمن ما سمي "الإطار التنسيقي" وأبرزهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي سقطت الموصل على أيامه وقام تنظيم "داعش"، قرروا التحدي بالاعتصام على بوابات المنطقة الخضراء. المشهد الآن هو شارع مقابل شارع، والنتيجة هي التعطيل، فلا انتخاب لرئيس جمهورية ولا اختيار لرئيس حكومة منذ الانتخابات في الخريف الماضي، لكن من الوهم الرهان على أن يستمر "ستاتيكو الأزمة"، فلا أنصار الصدر وحدهم في مقابل أنصار "الإطار التنسيقي"، بعدما انضم إليهم "ثوار أكتوبر" ونشطاء الحزب الشيوعي، رافعين شعارات أبعد من شعارات الصدر وهي "إسقاط النظام". الصدر يستخدم سلاح "الوطنية العراقية" ويدعو إلى ضرب الفساد والفاسدين وإنهاء المحاصصة، وهو يعيد تذكير الذين يتهمونه بالعمل مع الولايات المتحدة والسعودية بأنهم جاؤوا إلى السلطة على ظهور الدبابات الأميركية، في حين أنه أسس "جيش المهدي" لقتال الاحتلال الأميركي والتحريض عليه، لكنه لا يطالب بإسقاط النظام وإن تحدث أنصاره عن "تغيير جذري ومعالجة حكم مختلفة"، ولعل هدفه هو أن يكون الممثل الشرعي الوحيد للشيعة ضمن حكومة يمارس فيها السنّة والكرد دور الشريك الكامل لا دور الضيف على الشيعة، وهذا أمر يختلف عن تصور شايان طالباني في "فورين بوليسي" حول كون الصدر "نسخة عراقية معدلة عن الخميني"، فضلاً عن أنه الممكن في تعقيدات العراق الداخلية، وقدره الإيراني والأميركي هو أن يلعب الصدر دور زعيم وطني منفتح على طهران وسواها من أجل مصالح العراق، كبديل من أدوار "مندوبي" الملالي في العراق، وحتى الممكن والضروري يبدو صعباً، فصيف العراق طويل وهو كان دائماً على موعد مع ثورة.قهم وهذه المرة كان الحاجز شعبياً.
باقر جبر الزبيدي في زمن المعارضة الوطنية الحقيقية منذ بداية الثمانينيات والتي تشرفنا بالانتماء لها والعمل فيها كنا نعذر من يتخوف ويمتنع عن الانخراط في المعارضة بسبب ما كان يتعرض له من أخطار هو وأفراد عائلته والمقربين منه. عشنا الكثير من اللحظات المؤلمة حين كانت تصلنا أخبار التضييق والاعتقالات والإعدامات بحق أهلنا وأحبائنا في العراق. من المتعارف عليه في النظام الديمقراطي أن الأحزاب السياسية المعارضة تخوض غمار الانتخابات والتنافس السياسي مع الحزب الحاكم ومن ثم تراقب الأداء الحكومي. اليوم ووسط المناخ السياسي الحالي الذي يسمح بقيام معارضة سياسية فاعلة نجد أن الكثير من القوى السياسية تخشى الانخراط في صفوف المعارضة بل وتتخوف من الكلمة نفسها. قد يكون هذا الأمر بسبب إن بعض دعوات المعارضة التي انطلقت من الخارج بعد 2003 كانت تتبنى إسقاط العملية السياسية برمتها وهو أمر غير مقبول سياسياً وشعبياً. إن إحدى مشاكل العملية السياسية في العراق هو عدم وجود معارضة حقيقية يكون هدفها المراقبة والنقد وتحديد مكامن الخلل في الأداء الحكومي وهو ما وضعنا اليوم في إشكالية كبيرة ولدت عملية سياسية مشوهة وغير قادرة على القيام بواجباتها. المعارضة هي مشروع سياسي متكامل يهدف إلى خدمة العملية السياسية ودورها لا يقل أهمية عن دور الحكومة ونطمح من خلال حركة إنجاز التي تبين مشروع المصالحة السياسية وتفعيل دور الرقابة على الأداء الحكومي وتأسيس نهج جديد لمشروع المعارضة الوطنية التي ترفع شعار "الخدمة من أجل الشعب". باقر جبر الزبيدي ١٥ آب ٢٠٢٢
عربيةDraw : تعد الايزيديية اقلية دينية في العراق وفق تعريف الاقليات التي تعتمده الدولة العراقية، ومعترف بوجودها في العراق منذ الالف السنين، ويقطنون في المناطق الشمالية الغربية من العراق، تعرض الايزيديين للكثير من اعمال الاضطهاد والعنف القسري بعد سيطرة تنظيم داعش على الاراضي العراقية في 2014 الامر الذي غير كثيراَ من شكل الديموغرافية الخاصة بالايزيديين والتي قد تنعكس على مستوى ادائهم السياسي. ديموغرافية الازيديين تعدّدت الروايات التاريخية حول تاريخ وجود دينهم، حيث يعتقد البعض أن الإيزيديين ودينهم وجدا منذ آلاف السنيين، في حين تذهب روايات أخرى إلى أنهم انبثقوا عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في تناقض للرواية الإسلامية وغيرها بأن الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، في ظل وجود رأي آخر يفيد بأنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزاردشتية والمانوية، أو امتداد للديانة الميثرائية، حسب الباحث والمؤرخ الإيزيدي خليل جندي، وتعود مفردة الإيزيدية إلى كلمة يزدان التي تعني عبدة الله الذين يمشون على الطريق القويم، حسب تعريف جندي، الذي يقول إن الإيزيدية من الديانات الهندوإيرانية القديمة قبل الديانة الزاردشتية، التي تعرف تاريخيا بديانات الخصب التي ترتبط فلسفتها وطقوسها بالطبيعة وباكتشاف الزراعة وبدء التحضر، مع وجود بصمات واضحة من ديانات وادي الرافدين القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية والميتانية، ويقدر عدد الايزيديين في العالم بحوالي (1.5 مليون ايزيدي) يعيش العدد الاكبر منهم في العراق وهم ما يقارب (550 الف ايزيدي) وتحديداً في منطقة سنجار شمال العراق ومناطق سهل نينوى اذ يصنفون الازيديين على انهم اقلية عرقية دينية تتحدث اللغة الكوردية ويعتمدون بشكل كبير على الزراعة في مناطق تواجدهم وايضا التي تعد المكان المقدس لهم لممارسة طقوسهم الدينية الروحية نظرا لوجود (معبد لالش) الذي يعد اقدس اماكنهم الدينية بالاضافة الى بعض المزارات في المنطقة الجبلية شمال غرب العراق والتي يقصدوها الزوار حفاة لممارسة طقوسهم الدينية. المشاركة السياسية للايزيديين اقر الدستور العراقي الدائم لعام 2005 في المادة (3) على ان العراق بلد متعدد القوميات والاديان والمذاهب، ليؤكد ذلك في المادة (2 ثانيا) التي نصت على ضمان كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين،والايزيديين، والصائبة المندائيين، ليضمن في المادة (15) حق كل فرد في الحياة والامن والحرية بغض النظر عن عرقه او دينه او مذهبه، ليضمن في المادة (20) الحقوق السياسية، اذ نصت المادة على (للمواطنين رجالا ونساء، حق المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية، بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح) واستناداَ لهذه المادة فالايزيديين كغيرهم من المواطنيين لهم الحق في التمتع بالحقوق السياسية والمشاركة السياسية في النظام، لتؤكد المادة (49 اولا) على ان يتكون مجلس النواب من عدد من الاعضاء بنسبة مقعد لكل مئة الف نسمة من نفوس العراق يمثلون الشعب العراقي باكمله يتم انتخابهم بطريق الاقتراع العام السري ويراعى تمثيل سائر مكونات الشعب فيه، وهذا ليضمن حق وجود ممثل عن الايزيديين داخل مجلس النواب ليعبر عن حقوقهم السياسية، و أقر مجلس النواب العراقي في آب 2012 بتأسيس ديوان "أوقاف الديانات المسيحية واليزيدية والصابئة المندائية"، ويمتلك اليزيديون مقعداً في مجلس النواب العراقي وفقاً لقانون انتخابات مجلس النواب لسنة 2020، ومقعداً في مجلس محافظة نينوى ومجلس قضاء الموصل، ويمتلك اليزيديون أيضاً نائباً في البرلمان الأوروبي. التغير الديموغرافي ومشكلة المشاركة السياسية يحرص الايزيديين على المشاركة السياسية عن طريق الترشيح لشغل المقعد النيابي والتصويت للمرشح كي يحظى بالفوز ليكون معبر عنهم ويقتصر الايزيديين على المشاركة السياسية في هذا الجانب فقط، الا ان هذا الامر يعاني من عديد من المشاكل ولا سيما بعد العام 2014، في 3 أغسطس/ آب 2014، ارتكب "داعش" إحدى أبشع جرائمه في العراق، حين اقتحم مئات من مسلحيه بلدة سنجار، وأعدم مئات من الرجال والشباب، وخطف آلاف النساء والفتيات، بينهم أطفال ما زال أكثر من 3 آلاف منهم مجهولي المصير وغيرهم من المخطوفين الذي عذبوا وتم ممارسة اقسى انواع العنف اتجاهم وتغير دينهم ومحاولة الاسلمة، وهاجر ما يقارب 100 الف ايزيدي الى الدول الاوربية والعالم خوفاً من بطش داعش، ولا سيما أنّ أكثر من 60 في المائة من سكان سنجار يعيشون في مخيمات نزوح بإقليم كوردستان، بسبب ان مدينة سنجار مدمرة بالكامل نتيجة استيلاء تنظيم داعش عليها والعمليات العسكرية التي حدثت فيها بين القوات المسلحة العراقية وتنظيم داعش ورغم فرض سيطرة القوات العراقية على المدنية وتحرريها من تنظيم داعش الا انها ما تزال مدمرة وتعاني من انعدام اوجه الحياة وهذا الامر يجبر العوائل الايزيدية البقاء في مخيمات النزوح، ولا حل يلوح في الافق من قبل الحكومة العراقية او حكومة اقليم كوردستان بخصوص النازحيين الايزيديين، بالاضافة الى التهديد الامني والقلق الامني الذي تعيش فيه مدينة سنجار نظراً لتواجد عناصر حزب العمال الكردستاني PPK) و عناصر بعض الفصائل المسلحة التي تعمل بقاء الوضع على ماهو عليه لتحقيق مصالح مادية وسياسية ووبسط منطقة نفوذ وتوسيع قاعدة شعبية في المدينة عكس القاعدة الحقيقية والاصلية للمدينة، الامر الذي يوعزه مراقبون هو بداية تغير بالديمغرافية الاجتماعية والسياسية للمدينة وبداية تغيب الوجه الحقيقية للايزيديين، فعمدت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الاقليم الى توقيع ما يسمى (اتفاق سنجار) والذي يهدف الى اخلاء عناصر حزب العمال الكردستاني وايضا اخلاء الفصائل المسلحة واخلاء المقرات العسكرية في سنجار، ويعد الاتفاق يشكل السبيل والوحيد والحل الأكثر مثالية اليوم لإنهاء معاناة الأهالي ومعالجة غالبية المشكلات، الا ان هذا الاتفاق لم يطبق ولم تهتم الحكومة المركزية او حكومة اقليم كردستان التي تستغل قضية ملف النازحيين الايزيديين سياسيا مع الحكومة المركزية في حل هذه القضية ومحاولة اعادة العوائل النازحة واعادة اندماج الايزيديين في المدينة وفي الاوضاع الاجتماعية والسياسية، هذا الامر الذي سيحد من فاعلية وقابلية الايزيديين على المشاركة السياسية والاندماج في الحياة السياسية لعدة اسباب: الثبوتات الرسمية اذ اغلب الايزيديين يعانون من انعدام الاوراق والثبوتات الرسمية التي تسمح لهم بالمشاركة السياسية سوى في الانتخاب او الترشيح، كذلك الهجرة الكبيرة لهم للخارج ومع قرار مجلس النواب العراقي والمفوضية العليا المستلقة للانتخابات في 2020 في قانون انتخابات مجلس النواب التي الغى فيها انتخابات الخارج انحرم معظم الايزيديين العراقيين في العراق في التصويت والانتخاب للممثلهم النيابي. الشعور بالتهميش والظلم بسبب تأخر حل قضية الازيديين والمعاناة التي يعيشون فيها بدأ الشعور لديهم بالتهميش والظلم الممارسة اتجاهم من قبل الحكومة العراقية وعدم الاهتمام بهم مما افقدهم الدافع والمحفز القوي للمشاركة. الاستقرار ؛ بسبب معاناة النزوح وعدم الاستقرار الجغرافي يصعب عملية المشاركة ولاسيما في ظل القانون الانتخابي الجديد الذي قسم المحافظات الى دوائر انتخابية متعددة ومنح الايزيديين مقعد على وفق نظام الكوتا في محافظة الموصل. وعلى الرغم من تشريع البرلمان العراقي قانون الناجيات، الخاص بالأيزيديات المخطوفات وأهم بنوده منحهن امتيازات مالية ومعنوية لتسهيل إعادة اندماجهن في المجتمع، من بينها راتب تقاعدي وقطعة أرض للسكن، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات تتعلق بشروط الدراسة، عبر إعفائهن من شروط العمر والأجور الا ان القانون لم ينفذ الى الان مما يولد حالة من الضجر والقلق لديهم .هذه وغيرها من المشاكل تجعل ملف المشاركة السياسية للايزيديين في وضع محرج جداَ للعملية السياسية العراقية والنظام الديمقراطي الذي يعد احتارم الاقليمات وضمان حقوقهم السياسية والاجتماعية من اهم مقومات هذا النظام، فضلاَ عن امكانية اندماج الايزيديين مع الحياة العامة والتي منها السياسية التي اصبحت صعبة نتيجة المعاناة التي يعيشونها في ظل النظام السياسي الحالي وحالة عدم الثقة التي تولدت لديهم، لذا لابد للحكومة العراقية من اقامة بعض الاجراءات لضمان حقوق الايزيديين ومنها: *الاسراع في تنفيذ اتفاق سنجار واتخاذ القوة اتجاه ذلك لضمان الاستقرار الامني في المدينة. اعادة اعمار مدينة سنجار ممايسمح لاعادة العوائل اليها وخصوصاً اعادة اعمار الاماكن والابنية الثقافية والدينية الخاصة بالايزيديين التي دمرت بالكامل على ايدي تنظيم داعش بشكل ممنهج. ضمان حق الايزيديين الديني والعقائدي والجغرافية وايقاف محاولات التغير الديموغرافية التي تمارس اتجاههم. حل الخلاف مابين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم فيما يخص مدينة سنجار كي يتمكن الايزيديين من اعادة الاندماج من جديد في الحياة العامة.
كاروان يارويس* إن صراع القوى في العراق ليس صراعا ديمقراطيا، لتتمكن الانتخابات المبكرة من معالجة الانسداد السياسي. لا تريد القوى الانتخابات كحل ديمقراطي، بل تستغل الانتخابات لمصالحها. تريد القوى الانتخابات وفقا للقانون، والطريقة، والتوقيت الذي يناسبها، فالبيئة الاجتماعية والسياسية في العراق ليست مثل فرنسا والسويد لتجرى عمليتين انتخابيتين في عام واحد وتكون عملية سهلة. السؤال هنا هو لم تعاد الانتخابات، وهل المشكلة هي البرلمان أم هي صراع القوى وهي لا تتفق وتريد أن تلقي المسؤولية على البرلمان؟ ألن يتصادم أنصار التيار الصدري و الإطار التنسيقي والقوى السياسية الأخرى إذا دخلوا الحملات الانتخابية بهذا التشنج وفي هذه الأجواء؟ وهل سيقبل أنصار طرف بالنتائج إذا لم تعجبهم؟ ما هو الضمان بأن المتظاهرين لن يتم إرسالهم إلى المفوضية الانتخابية ولن يحرقوا الصناديق؟ القوى العراقية هذه لديها خلافات عميقة، مذهبية، وسياسية، وشخصية، وحرب على المصالح، ولديها قوات مسلحة، فهل بإمكان الانتخابات أن تعالج كل هذه الخلافات؟ لقد كسروا هيبة البرلمان متقصدين، وتجري أفعال في مبناه، لا يمكن أن تجري ليس في مؤسسة وطنية مثل البرلمان بل في أي دائرة رسمية أخرى، فهذه المؤسسات هي ملك للشعب والوطن ولا يمكن أن تنتهك بهذا الشكل تحت أي عذر. وما الحل الآن؟ لقد تحول التيار الصدري من تغيير النظام والدستور إلى إجراء انتخابات مبكرة، ولا يعرف بماذا سيطالب مستقبلا، والإطار التنسيقي كذلك لا يريد الرضوخ لضغوط التيار الصدري. إن الانتخابات المبكرة فضلا عن هدر مبلغ 415 مليار دينار الذي سيخصص لإجراء العملية، تؤدي إلى إنفاق القوى السياسية والمرشحين أكثر من ذلك المبلغ في الحملات الانتخابية، وفي الوقت ذاته فإنه إذا أجريت الانتخابات وسط هذا التوتر فستتعمق المشكلات داخل البيت الشيعي، وسينقسم السنة أكثر، ولن يستطيع الكورد من جمع نفسهم إن لم تعالج المشكلات بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي. سيستغرق هذا الجدل كثيرا، والحوار هو أفضل خيار، وذلك عبر وساطة طرف ثالث، وهو بعثة الأمم المتحدة أو إيران أو أمريكا، فيتم إعداد مشروع إصلاحي يراعى فيه مطالب وشروط سماحة السيد الصدر وتشكل حكومة جديدة تتمتع بإجماع وطني وبإمكانها تنفيذ مشروع الإصلاح، وتحول الواردات الكبيرة التي يجنيها العراق جراء ارتفاع أسعار النفط إلى خدمة الشعب وإنعاش معيشة الناس والقطاعات الرئيسية في العراق. تحتاج القوى السياسية العراقية إلى وقت حتى تهدأ بمرور الأيام الخلافات والتوترات ويعود نوع من الثقة إلى القوى السياسية فيما بينها وفيما بينها وبين الناس، على أمل أن يصبح خيار الحوار واحترام الأسس الدستورية والمؤسسات الوطنية أساسا لبدء حوار وطني جدي تصب نتيجته في صالح العراق وشعبه. *عضو مجلس النواب العراقي
عربية : Draw لماذا وصل العراق إلى الوضع الحالي، الذي ينذر بحرب أهلية شيعية طاحنة لا تبقي ولا تذر أياً من مظاهر الحياة المدنية؟ يتصارع القادة بينما يصارع العراقي الشيعي لكي يحيا حياة آدمية، رغم أنه ينام على بحيرات من النفط الأسود.إن العراقيين الشيعة، كشريحة اجتماعية، مكوّن أساسي مؤثر على المستويين الداخلي والخارجي، يشغل ذلك المكونّ الاجتماعي بشكل أساسي 9 محافظات تعتبر من الأكثر إنتاجاً للذهب الأسود.تلك المحافظات، إضافة للثورة النفطية، تملك ثروة زراعية، وحيوانية، ومساحات مائية، متمثلة بالأهوار، التي تعرضت للجفاف بسبب التغير المناخي وانخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات، لكن كل تلك الثروات أصبحت خراباً؛ حيث نهبها الفساد الذي تحوّل من ظاهرة إلى بنية ثم إلى مؤسسة، حتى أضحت مؤسسة الفساد قائد البلاد الفعلي والسائر به إلى الخراب بعدما قضت على ما فيه من ثروات كان بالإمكان جعلها قبلة للمستثمرين. السلاح المنفلت تلك القبلة تحدثت عنها في مقال سابق بعنوان "السلاح المنفلت في العراق.. بين الحزبية والقبلية والدولة الديمقراطية المنشودة". قلت فيه إن هذا السلاح الذي دأبت قوى الإسلام السياسي الشيعية على تأطيره بالشرعية مرة لقتال القوات الأمريكية، وأخرى لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) وها هي وللمرة الثالثة تحاول تلك القوى أن تعطي هذا السلاح مشروعية سياسية، لتجعلهُ جزءاً "طبيعياً" من الحياة السياسية العراقية التي نعيشها اليوم. فها هي الدعوة لاقتحام المنطقة الخضراء ومجلس النواب، ومجلس القضاء الأعلى من قبل أنصار الكتلة الصدرية والمتحالفين معها تنتشر. ثم يليها الحشد الجاري على قدم وساق لأنصار الإطار التنسيقي لمظاهرة كذلك هي على أبواب المنطقة الخضراء. وفي قلب هذا الصراع معركة أخرى إعلامية حامية الوطيس. ولكن المسكوت عنهُ، والذي لا يريد أي طرف أن يتكلم عنه هو حجم الترسانة العسكرية التي يمتلكها كلا طرفي الصراع، تلك الترسانة التي توازي قوتها تلك التي يمتلكها الجيش العراقي بل وربما أكثر. إن تلك القوى تحاول فرض سلاحها على الحياة السياسية والاقتصادية وجعله واقعاً مسلماً به، لكنه سلاح يفرض إرادته ومنطقه على المجتمع الشيعي أولاً. بعد الاعتراف والقبول به يكون الرضوخ لإمكانياته الفتاكة على القتل والتدمير، والتي لا يحاسب عليها أبداً.هذا السلاح يكتسب شرعيته من الأطر القانونية المحددة لقواعد امتلاكه، لكنه لا يعترف بالقانون، ولا للقانون القدرة على محاسبته بأي شكل من الأشكال. بل يعتبر حملة هذا السلاح عملية وضع هذا السلاح في خدمة المصلحة العامة، وإبعاده عن المناكفات السياسية، مؤامرة صهيوأمريكية. قانون "الثلث الضامن" ما يضع العراق على مشارف حرب أهلية شيعية هو أن السلاح الذي أتحدث عنه يقع في حوزة طرفي النزاع الجاري حالياً.تعود نقطة انطلاق النزاع السياسي الحالي إلى لحظة الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول 2021. هذه النتائج التي لم يرتضِها الإطار التنسيقي، ووصفها بالمزورة والمتلاعب بها، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن يعي أنه يعيش أزمة تمثيل حقيقية بين جماهيره، والتي انعكست بشكل سلبي على الصندوق الانتخابي، لم يقبل بها وعمل على وضع جميع العوائق في سبيل عدم تشكيل حكومة يهيمن عليها التيار الصدري. كما عبر عنها الأمين "لحركة عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي أن الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي، تريد منصب رئاسة الوزراء و9 وزارات أخرى ضمن الحكومة الجديدة. وهذا هو لب الخلاف ما بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري.من أجل تعطيل انعقاد جلسة مجلس النواب بشكل نهائي، وقطع الطريق على الكتلة الصدرية وحلفائها من السنة والكرد في تشكيل حكومة الأغلبية التي يطمح لها التيار الصدري، فتم استحداث قانون "الثلث الضامن" كما يسميه أنصار الإطار التنسيقي إذ اقتربت المحكمة الدستورية من الأطراف الشيعية بشكل كبير وأصدرت التفسير المتعلق بانعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وابتكرت ما يُسمّى "الثلث المعطل" الذي يخلّ بنصاب الجلسة. أي إن حضور أقل من 220 نائباً للجلسة من أصل 329 لا يحقق النصاب، وهو ما يسمح لقوى "الإطار التنسيقي" بإفشال الجلسة لأنها تمتلك 130 نائباً. هذه الإستراتيجية التي اتبعها الإطار التنسيقي بالضد من الكتلة الصدرية، في منعها من تمرير مرشحها لمنصب رئيس الجمهورية، وبالتالي مرشحها لرئاسة الوزراء "جعفر الصدر"، ما جعل التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يدعو في وقت سابق يوم الأحد الماضي رئيس الكتلة الصدرية النائب حسن العذاري إلى تقديم استقالات نواب الكتلة لرئيس البرلمان العرخطوة اعتبرها الكثير من المراقبين مهمة وخطرة في آن وقت. ولم تمر الكثير من الأيام حتى خرج الإطار التنسيقي بمرشحه لرئاسة الوزراء "محمد شياع السوداني" الذي رفضهُ التيار الصدري بشكل قاطع على اعتبار أنه ظل لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.الصراع ما بين الصدر والمالكي يعود للعقد الأول من الألفية الثانية، والعملية العسكرية التي قادها المالكي بالتعاون مع القوات الأمريكية "صولة الفرسان" ضد مليشيات جيش المهدي في مناطق الجنوب الفرات الأوسط. ومن هنا تولدت شرارة العداء بينهما، والتي كللت في الفترة الأخيرة بنشر المدوّن "علي فاضل" تسجيلاً صوتياً يتحدث فيه المالكي عن الكثير من الشخصيات ومنها مقتدى الصدر بألفاظ نابية، وعبارات جارحة. لكن لم تثر حنق الصدر هذه الكلمات مثل ترشيح السوداني من قبل الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء وتشكيل حكومة إطارية بامتياز يهمين عليها بشكل مطلق، ولا يدع أي شيء للتيار الصدري؛ ما جعل الصدر يدعو أنصاره لدخول المنطقة الخضراء، والبقاء فيها إلى أجل غير معلوم تحت شعار ثورة الإصلاح، وعلى الطرف الآخر بدأ الإطار التنسيقي في الساعات الأخيرة كذلك يدعو ويحشد أنصاره من أجل الدخول إلى المنطقة ذاتها من أجل حماية الدولة من الانقلاب على الديمقراطية، والدستور. في الختام إن العراق ومنذ 14 يوليو/تموز 1958 ومجزرة قصر الرحاب التي أنهت على جميع العائلة المالكة، وهو ينتقل من انقلاب عسكري إلى آخر، في حقب لم يعرف خلالها الشعب العراقي طعم الراحة والأمان. إن الشعب الذي يتعود على رؤية سيلان الدم لا يستطيع الانتقام إلا بالدم، كما يقول الفيلسوف ميشيل فوكو في كتاب "المراقبة والمعاقبة"..
عربية Draw : تتسارع الأحداث في العراق بما يوحي بأنّ البلد يسير بخطى ثابتة نحو حرب أهليّة. أليس ذلك ما تحدّث عنه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في التسريبات التي وزعت أخيرا بصوته والتي تعكس بالفعل نمط تفكيره ودرجة تعصّبه… فضلا، في طبيعة الحال، عن مدى ولائه لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران؟ تبدو رائحة مثل هذه الحرب نتيجة طبيعية لانسداد سياسي مستمرّ منذ تسعة أشهر. الانسداد مستمرّ منذ الانتخابات النيابيّة الأخيرة التي أجرتها حكومة مصطفى الكاظمي في تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي. كانت تلك الانتخابات نجاحا للحكومة ولمصطفى الكاظمي نفسه. لكنّ هذا النجاح تحوّل كارثة على العراق في ضوء رفض إيران نتائج الانتخابات.وقتذاك، فشلت القوى الموالية لإيران في الحصول على أكثريّة في مجلس النواب وظهرت بوادر تحالف بين الكتلة الصدريّة والسنّة ومعظم الأكراد الذين يمثلّهم الزعيم الكردي مسعود بارزاني. ميّز هذا التحالف الثلاثي نفسه عن “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران. سار في خط تشكيل “حكومة وطنيّة” تمثّل الأكثريّة في مجلس النواب بعيدا عن المحاصصة. جعل التحالف الثلاثي، بتمييز نفسه عن إيران، “الجمهوريّة الإسلاميّة”، التي تعتبر نفسها وصيّا على العراق، تذهب إلى أبعد حدود في تأكيد أن هذا البلد صار ملكا لها ولا يمكن أن تفكّ أسره. شهدنا كيف رفضت إيران في الأيّام العادية أيّ تنازل في العراق على الرغم من أنّ الأحداث التي تتوالى منذ ما يزيد على عشر سنوات، بما في ذلك إحراق القنصليّة الإيرانيّة في النجف، تؤكد أن العراق هو العراق فيما إيران هي إيران. الأكيد أنّ إيران تحتاج في هذه المرحلة الاستثنائية، أكثر من أي وقت، إلى رهينة اسمها العراق. لن تدعه يفلت من بين يديها بأيّ شكل. لذلك كان طبيعيّا أن يسارع جناح في الإطار يمثله المالكي و”العصائب” إلى طرح اسم محمد شيّاع السوداني كي يكون رئيس الوزراء المقبل.ليس سرّا أن المالكي يرى في السوداني مجرّد واجهة له. يظهر بوضوح من خلال التسريبات أنّ حقد رئيس الوزراء السابق، وهو أحد قادة حزب الدعوة الإسلاميّة، لا حدود له على مقتدى الصدر الذي لم يترك مناسبة إلّا وأعلن فيها أنّه عراقي أوّلا… وذلك على الرغم من الهفوات الكبيرة التي ارتكبها.من الانسداد السياسي المستمرّ منذ تسعة أشهر… إلى اقتحام مؤيدي الصدر مقر البرلمان العراقي رفضا لوصول السوداني، رجل المالكي، إلى موقع رئيس الحكومة… مرورا بالعجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة خلفا لبرهم صالح، لا يمكن الكلام عن وضع طبيعي في العراق. تبدو كلّ خطوة تصبّ في استعادة العراقيين للعراق خطوة من دون معنى، بل خطوة في الفراغ. فرغت التطورات الأخيرة، بما في ذلك مشاركة مصطفى الكاظمي في القمّة التي انعقدت في جدّة مع الرئيس جو بايدن والتي شارك فيها قادة دول مجلس التعاون الخليجي والملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتاح السيسي، من مضمونها. تبيّن بوضوح، بعد أيّام قليلة من انعقاد القمة، أن العراق في وضع لا يحسد عليه وأنّ من الصعب أن تسمح له “الجمهوريّة الإسلاميّة” بأن يكون بلدا طبيعيا يشكّل عنصر توازن في المنطقة. يعود ذلك إلى أنّ إيران نفسها ليست بلدا طبيعيا يستطيع العيش بسلام وأمان مع البلدان الأخرى في المنطقة ومع العالم المتحضّر.بغض النظر عمّا إذا كان مقتدى الصدر الذي جعل نوابه في البرلمان يقدمون استقالاتهم على حق أم لا، وبغض النظر عمّا إذا كان خدم بذلك نوري المالكي وإيران وأحزابها، المنقسمة على نفسها، يبقى أن المشكلة المطروحة في العراق في غاية البساطة. لم يترك مقتدى الصدر أمامه من خيار آخر غير التصعيد. هذا يعني أنّه في مواجهة مباشرة مع إيران التي بعثت بإسماعيل قاآني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني إلى بغداد. يبدو الإمساك بالعراق في المرحلة الراهنة مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى النظام الإيراني. يفسّر ذلك الضغوط التي يمارسها قاآني من داخل بغداد من أجل بقاء حلفاء إيران، في الإطار التنسيقي، موحدين.يبدو مصطفى الكاظمي على حق عندما يتحدّث عن موقف “حرج وحساس” في العراق. أكثر من ذلك، يبدو واضحا أنّ العراق يتجه إلى مرحلة خطيرة في وقت ليس معروفا هل بالإمكان تشكيل حكومة يعترض عليها مقتدى الصدر وأنصاره وما إذا كان إجراء انتخابات تشريعية جديدة واردا في الظروف الراهنة.ما نشهده، هو أزمة نظام ولد من رحم الاحتلال الأميركي في العام 2003. قام هذا النظام على فكرتي “الفيدرالية” و”الأكثرية الشيعية” حسب البيان الذي صدر عن مؤتمر لندن للمعارضة العراقيّة في كانون الأوّل – ديسمبر 2002. كان ذلك قبل نحو أربعة أشهر تقريبا من سقوط النظام الذي كان على رأسه صدّام حسين في بغداد.تتكشّف اليوم أكثر من أيّ وقت أزمة النظام القائم في العراق. إنّها أزمة نظام غير قابل للحياة، في أساسه المحاصصة الطائفية والمناطقيّة. قام النظام بموجب تفاهم أميركي – إيراني من أجل أن يكون كذلك.في مؤتمر لندن للمعارضة العراقيّة، كانت إيران تدير اللعبة وكان الأميركيون مرتاحين إلى أنّها أتت لهم بمعظم ممثلي المعارضة العراقيّة في طائرة واحدة جاءت من طهران.لم تكن ولادة النظام الحالي في العراق، وهو نظام غير قابل للحياة محض الصدفة. إنّه نظام من صنع إيراني يحتاج في كلّ وقت إلى تدخّل “الحرس الثوري” أو من يمثله لإثبات أنّ العراق ورقة إيرانيّة ولا شيء آخر غير ذلك. يحدث كلّ ذلك فيما أميركا، التي شنت حربا من أجل حصول التغيير في العراق، لم تعد تجد ما تفعله سوى أن تتفرّج!تتفرّج أميركا… أمّا إيران حيث توجد تجاذبات داخليّة في شأن الوضع العراقي والحلفاء من قادة الميليشيات المذهبيّة فهي تواجه يوميا سؤالا كبيرا: لماذا يرفض العراقيون في أكثريتهم الساحقة الرضوخ للمستعمر الآتي من طهران؟
عربية Draw یوم الاربعاء الموافق 20 من شهر تموز الجاري ارتکب الجیش الترکي جریمة نکراء بحق المصطافین في منتجع قریة "پرخ" التابعة لمدینة زاخو، وراحت ضحیتها العشرات،" تسعة شهداء وحوالي ثلاثین جریحا." وفي نفس الیوم أصدرت وزارة الخارجیة الترکیة بیانا نفت فیە نفیا قاطعا ضلوع الجیش الترکي في ارتکاب الجریمة وأدعت بان "من نفذ الهجوم هو منظمة إرهابیة، تستهدف موقف ترکیا العادل والحازم في مکافحة الارهاب!" وذلك في إشارة الی حزب العمال الکوردستاني (PKK). وكذلك شددت وزارة الخارجیة في بیانها "علی ان ترکیا تنفذ حربها ضد الإرهاب، وفقا للقانون الدولي (؟!) بأقصی قدر من الحساسیة لحمایة المدنیین (؟( وردا علی إدعاءات السلطات الترکیة، انقل فیما یلي معلومات مٶکدة وموثوقة اخذتها من منظمة دولیة معنیة بحقوق الانسان لها نشاط ملحوظ في الاقلیم منذ سنة 2006(**). وفي مقابلة اذاعیة مع مرکز ستاندار، مرکزە مدینة اربیل، وفي اتصال هاتفي بمبادرة مني، اعطی السید کامران عثمان، مندوب منظمة (Community Peacemaker Teams CPT) مقرها الرئیسي في مدینة شیکاغو الاميرکیة، المعلومات التالیة: اولا: بدایة التواجد العسکري الترکي في الاقلیم یرجع الی سنة 1994. في حینە اتی برضی البارتي والیكيتي والدول الغربیة، تحت غطاء قوات فصل بین طرفي النزاع في کوردستان اثناء فترة الاقتتال الداخلي. ولکن في المرحلة اللاحقة وقف عملیا الی جانب الحزب الدیمقراطي الکوردستاني بقیادة مسعود البرزاني ضد الاتحاد الوطني الکوردستاني بقیادة الراحل جلال الطالباني. وکان تدخلە حاسما، لانە دخل میادین القتال بکل الوسائل العسکریة: طائرات حربیة قاصفة، سمتیات، دبابات، عجلات مدرعة، مدافع ثقیلة بعیدة المدی، جنود وخبراء عسکرییون وعتاد حربي. حیث وصلت دبابات الجیش الترکي للاشتراك في القتال الی خط هاملتون وطائراتە قامت بقصف جبهات القتال جنوب الخط. قتل الجیش الترکي من مقاتلي الاتحاد الوطني المئات لصالح حزب البارزاني (ما یتداول بین الناس، الآلاف) خلال اشهر سبتمبر، اکتوبر ونوفمبر من العام 1997(المصدر: کاتب المقال) ثانیا: منذ العام 2007 الی الیوم (24/7/2022) قام الجیش الترکي بحرق (1850000) واحد ملیون وثمانمئة وخمسون الف دونم) من الغابات الطبیعیة ومراعي وحقول مزارعي الاقلیم من جراء عملیاته العسکریة في عموم الاقلیم من القصف بالطائرات والسمتیات والدرون والمدافع وطلقات الرصاص(المصدر CPT).) ثالثا: عدد القتلی من المدنیین العزل من سکان المناطق القرویة جراء عملیات الجیش الترکي منذ آب/ اغسطس 2015 الی یوم ارتکابە لجریمة منتجع پرخ في 20/7/2022 وصل (138) فردا بین نساء ورجال واطفال رضع ومسنین و/أو مسنات في العقد الثامن من العمر.. وعدد الجرحی في نفس المدة وصل الی 204 شخصا من العزل. ومن ضمنهما ضحایا جریمة منتجع پرخ المصدر CPT. رابعا: عدد المعسکرات الترکیة ونقاطها المراقبة ومراصدها داخل حدود محافظات دهوك وأربیل 64 نقطة (المصدر): CPT. ویتواجد في هذە المعسکرات والنقاط العسکریة، الآلاف من الجندرمة. خامسا: وزارة الخارجیة الترکیة ووزیر الدفاع الترکي نفایا قیام الجیش الترکي بارتکاب الجریمة، واتهما مسلحي الـ PKK بارتکابها. (ولکن لم یعد لمسلحي حزب العمال الکوردستاني اي وجود في تلك المنطقة منذ حزیران 2020) المصدر: CPT). سادسا: الجیش الترکي متوغل داخل اراضینا علی طول حدودنا المشترکة باعماق مختلفة، کما هو الآتي: "من منطقة سیدکان جنوبا متوغل بعمق 35- 40 کم. المعدل 37.5 کم من جهة آڤاشین وزاب باتجاە الجنوب متوغل بعمق 19 کم من منطقة (برواري بالا )متوغل جنوبا بعمق 12 کم من جهة حفتانین وپرخ (مکان الجریمة) متوغل جنوبا بعمق 9 کم المصدر: CPT. التوغلات الترکیة المذکورة اعلاە حدثت بطول 352 کیلومترا، وهو طول الحدود المشترکة بین العراق وترکیا. وبحسابات بسیطة تطلع المساحة المحتلة من قبل الجیش الترکي داخل بلادنا 6820 کم٢). وهذە المساحة اکبر باکثر من خمسین کیلومترا مربعا من مساحة واحد وثلاثین دولة وتبعیات دولیة مجتمعة. اکبرها مساحة دولة سنغافورة (692 کم٢) واصغرها دولة فاتیکان (0. 44کم٢). والمساحة الکلیة للدول الواحدة والثلاثین مجتمعة عبارة عن (6770.89کم٢) (انظر: ویکیبیدیا، قائمة الدول والتبعیات حسب المساحة، بیانات مأخوذة من الشعبة الإحصائیة بالامم المتحدة ) سابعا: تسكن قریة (پرخ ) نحو 30 عائلة. وتقع في منطقة تتواجد فیها عشرة قری اخری: (دشتە تخ، شوشێ، سینۆمە، قسرۆک، جومە، ستەبلان، بهێرێ، شرانش- مسلمین، شرانش- مسیحیین وکلوك). یوجد موقعان للجیش الترکي علی مقربة منها، اي من قریة پرخ(المصدر: CPT). الجیش الترکي المحتل استطاع بارهابە لاهالي تلك القری اجبار القرویین علی الرحیل وترکهم لممتلکاتهم، الا اهالي قریة پرخ. حیث قاوموا وببسالة ضغوطات وارهاب الجیش الترکي وبقوا في قریتهم صامدین لحد الآن. والجریمة النکراء التي راحت ضحیتها العشرات من المصطافین الابریاء من محافظات الوسطی والجنوبیة، لم تکن الاولی بل کانت الثانیة، وربما لم تکن الاخیرة اذا لن تکن للحکومة الاتحادیة موقفا حاسما. (حیث قام الجیش الترکي في منتصف شهر حزیران من السنة الجاریة بقصف مرکز القریة بالمدفعیة. مما ادی الی جرح شخصین( نزیر عمر ومحمد نزیر عمر، اب وابن) المصدر: CPT). ثامنا: هڤال زاخولي، ناشط مدني، من ساکني مدینة زاخو، غرد في تغریدة لە باللغة الکوردیة مایلي: "نحن، سکان مدینة زاخو، اذا اردنا ان نزور بعض اماکن في اطراف مدینتنا، افراد الجیش الترکي یطالبوننا بابراز الباسبورت لهم"(المصدر: وسائل التواصل الإجتماعي) تاسعا: الجیش الترکي المحتل یعتبر نفسە مالك للاراضي المحتلة من بلادنا. حیث یقول کامران عثمان: "عندما تصل الی قریة برمیزة في منطقة برادوست، شبکات الاتصال العراقیة تتوقف عن الخدمة. ویستقبل الزائر من تلفونە المحمول رسالة ترحیب الکترونیة لوصولە الی داخل الأراضي الترکیة!.. وکذلک القنوات العراقیة غیر شغالة، وانما القنوات التلفزیونیة الترکیة وحدها تبث برامجها في المنطقة".. والادهی من ذلك، یقول عثمان: "افراد الجیش الترکي یقومون بإغراء اطفال المنطقة بالهدیا لاقترابهم منهم وتعلیمهم اللغة الترکیة"المصدر: CPT موقع شاربریس الالکتروني) وهذە التصرفات والافعال دلیل علی ان الجیش الترکي یعتبر المناطق المحتلة من قبلە، اراض ترکیة! عاشرا: وزارة الخارجیة الترکیة ادعت في بیانها بان "ترکیا تنفذ حربها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي باقصی قدر من الحساسیة لحمایة المدنیین". واما بالنسبة الی القانون الدولي، فلا یوجد فیە ما یتیح لدولة إنتهاك سیادة دولة اخری بذریعة مکافحة الارهاب. وهذە العقلیة المریضة تذکرني بموقف ترکیا المائي حول حصتنا في میاە دجلة والفرات، حیث تحتجز السلطات حصتنا المائیة بذرائع واهیة وغیر قانونیة وحتی غیر اخلاقیة. وفیما یتعلق بحساسیة الدولة الترکیة تجاە حمایة المدنیین، اجلب نظر القاريء الی الفقرتین ثانیا وثالثا من هذا المقال. احد عشر: الدولة الترکیة تنوي إقامة منطقة آمنة داخل اراضینا کما فعلت في بعض مناطق الشمال السوري. والعائق امامها المقاومة المدنیة لسکان بعض القری الذي یرفضون ترک منازلهم رغم ارهاب الجیش الترکي تجاههم. قریة (پرخ) في منطقة زاخو وقریة (زیواسري) في منطقة بامرني، من جملة تلك القری التي تعیق تنفیذ مخطط الجیش الترکي المحتل. وعلی الحکومة الإتحادیة دعم سکان المنطقة بکل السبل لتقبیر المخطط الترکي الخبیث والخطیر. ومن الجدیر بالذکر فان (الجیش الترکي قام بتاریخ 26 من شهر أيار المنصرم بقصف قریة زیواسري بالمدفعیة، مما ادی الی استشهاد طفلین وجرح ثالث) المصدر: CPT ثاني عشر: في رد منە علی سٶال طرحتە علیە، قال السید کامران عثمان، مندوب (CPT) في إقلیم کوردستان: "اذا رغبت الحکومة الاتحادیة، منظمتنا علی استعداد تزویدها بمعلومات موثقة ودقیقة جدا، مثل (الاسماء الکاملة للضحایا من القتلی والجرحی مع اعمارهم واجناسهم؛ مکان ووقت ارتکاب الجریمة؛ الاماكن و التوقيتان ومساحات الحرائق الذي قام بە الجیش الترکي بوسائلە المختلفة بإشعالها في عموم الإقلیم) --------------- (*) عضو مجلس النواب العراقي، الدورة الثالثة (**) رکزت منظمة (CPT) في بدایة نشاطها في الإقلیم علی توثیق نشاطات الجیش الترکي في مجال تلویث البیئة لحد آب/ اغسطس من العام 2015. ومنذ ذلك التاریخ اضافت الی نشاطها توثیق الضحایا المدنیین الناشئة من العملیات العسکریة الترکیة في الإقلیم.
عربية : Draw بدا الكثير من مواقف النخب السنية في العراق خجولة أمام إدانة القصف التركي على زاخو، واكتفت بتحميل الحكومة العراقية مسؤولية «الاستباحة» للأراضي العراقية، البعض أخذ يشكك في أن يكون القصف تركيا، وعرض بحياد الرواية التركية، بينما كانوا في الماضي واثقين تماما، أن موت السمك في نهر دجلة كان بفعل إيران، بل إن كثير من الشخصيات السنية البارزة السياسية والاجتماعية قالت صراحة، إن هذا القصف ما هو إلا مؤامرة إيرانية ومن الميليشيات المرتبطة بإيران، فالمزاج السني يؤمن بمقولة «كله من إيران»، حتى داعش السنية هي بكل بساطة لعبة إيرانية في المزاج الشعبوي السني، الذي يتغذى على مقولات نخب عاشت في بيئة سياسية وإعلامية تقوم على نظام تثقيف أمني مركزي يضع «الوارد من القيادة» قبل «نفذ ثم ناقش»، يخلط بين الدعاية والمعرفة وسقف حريته التعبيرية يجرم حتى النكتة السياسية. تتبادل الطوائف والقوى السياسية اتهامات «التبعية» و»الذيلية»، إما للدولة السنية تركيا، أو لإيران الشيعية، الأحزاب الشيعية متهمة منذ أيام صدام بـ»التبعية» والعمالة لإيران، و»ذيول» الخميني. والقوى السنية ترمى بأن نخبها كانت منذ تأسيس الدولة العراقية بقايا السراي العثماني وجنود «السفر برلك» لأربعة قرون، واليوم التهمة لهم تتجدد بصورة جديدة؛ تبعية تركية وذيول أردوغان. وكما كان كل حدث سياسي أو أمني بالعراق فرصة لرمي كل طائفة بأنها طابور خامس لإيران أو تركيا، كان القصف في زاخو مناسبة جديدة لإظهار التناقضات في خطاب الطرفين، لأنه ببساطة ينم عن تعصب أعمى للقبيلة الروحية ليس أكثر، فكثير من النخب السنية التي دائما ما ترفض التدخل الإيراني في العراق، وتعتبر أحزاب الشيعة، واجهات إيرانية لحكم العراق – رغم أنهم منتخبون من ملايين الشيعة العراقيين العرب – تتجنب هذه النخب وتتجاهل وجود قاعدة عسكرية تركية في الموصل، وعشرات القواعد والمواقع العسكرية في الشمال العراقي كما الشمال السوري، بل إنها تدعو علنا لدخول الجيش التركي لحلب والموصل للحماية من إيران، رغم أنه لا توجد دبابة ايرانية واحدة في العراق، أو في أي من بلدان المشرق التي تشهد نفوذا إيرانيا، فالنفوذ الإيراني يتأتى من حلفاء إيران الشيعة والعلويين العرب، الذين يرون بإيران مناصرا لهم في نزاعهم المحلي الأهلي مع السنة الذين يرون بدورهم تركيا مناصرا لهم! فالطائفتان تفكران بالمنطق نفسه وتتهمان بعضهما بعضا بالاتهامات نفسها تماما! حقيقة الأمر أن جوهر وأس النزاع هو طائفي أهلي بين العرب في العراق وسوريا ولبنان، وهو صراع مذهبي موجود ومستعر قبل قرون، واليوم تستعين كل طائفة بدولتها الحليفة تركيا أو إيران للاستقواء على أخوة العروبة وأعداء الملة، لكنها متلازمة من متلازمات الخطاب العربي السياسي يفضل رمي كل طرف يخالف سلطانه وحكمه بأنه عميل خارجي. هناك بالطبع من ردد الأسطوانة الشهيرة بربط حدث بحدث آخر، وقال إن القصف استهدف إبعاد الانتباه عن قضية تسجيلات المالكي، وكان المالكي وجماعته قد أوشكوا على الهرب من البلاد خوفا من هذه التسجيلات، التي يعرف كل من جالس السياسيين العراقيين إنها خبزهم اليومي، فجميعهم تقريبا يتحدث بالحدة والاتهامات نفسها ضد خصومه وضد الطائفة الأخرى في الجلسات الخاصة، بل ربما بأقسى من هذا الكلام، لكن بما أن البعض نشر خبرا من طراز أخبار القذافي، بأن المالكي هرب لعمان وأقنع نفسه بذلك، فلذلك صدّق أيضا سيناريو مؤامرة «صرف الانتباه»، وما يحدث هو أن الناس عادة لا تلتفت إلا لمشهور الأخبار، من دون ان تعرف سياقها، فتربطها بطريقة تآمرية، وكأن الحدثين مقترنان، بينما المتتبع للعمليات التركية شمال العراق وجنوب تركيا يعرف أن هذا القصف يتسبب منذ التسعينيات بسقوط ضحايا مدنيين في شمال العراق، وتدمير قرى في القرى التركية المحاذية للحدود العراقية، بل إن اثنين من المواقع السياحية شمال العراق تعرضا لقصف قبل شهور هما مصيف «كونه ماسي» في السليمانية، ومصيف «جمانكي في دهوك، وكذلك قصفت طائرة تركية منطقة في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، أدت إلى مقتل طفلين كرديين. ويعيش في هذه القرى أكراد ينتمي لهم مقاتلو حزب «بي كي كي» ولذلك هم يشكلون حاضنة لهم، ويروي الكثير من السياح العراقيين العرب، أنهم خلال زياراتهم السياحية في تلك القرى الجبلية، يخرج لهم مقاتلو حزب «بي كي كي» وبعضهم من الفتيات ويسألونهم عن وجهتهم، وعندما يعرفون أنهم سياح عرب يسمحوا لهم بالمرور للمصايف السياحية، التي لا يبعد بعضها سوى 20 كيلومترا عن الحدود التركية، ويتحدث بعض الزوار العراقيين كيف أهداهم مقاتلو حزب العمال الكردي سلة من الرمان الوردي، ذلك أنهم يشجعونهم على زيارة مصايف الشمال، كونها تمثل واردا ماليا لأهالي تلك القرى الكردية، التي ينتمي لها المقاتلون الأكراد وتعتبر معاقل ومخابئ لهم، لذلك ليس من مصلحة حزب العمال قصف هذه المصايف وتخريب مصدر تمويل كبير لتلك القرى الكردية التي يعيشون بين أهلها.طبعا لا تستهدف تركيا قتل المدنيين مباشرة، ولا تقصد قصف المواقع السياحية، ولكن طبيعة تمركز حزب «بي كي كي» في القرى الكردية التي تمثل حاضنا لها شمال العراق، وفي قرى الأكراد جنوب شرق تركيا، تجعل إصابة المدنيين أمرا لا مفر منه في حرب مستمرة كهذه بين الدولة التركية والأكراد منذ نحو قرن، ولا يبدو أنها ستنتهي بانتصار أحد الطرفين قريبا.
عربية Draw مجيء رئيس الوزراء العراقي إلى جدّة لم يكن تعبيرا عن رغبة عربيّة في استعادة العراق فقط كان أيضا تعبيرا عن خطوة أميركية تستهدف تصحيح خطأ تاريخي ارتكبه بوش الابن واستكمله أوباما.غادر الرئيس جو بايدن المنطقة. كانت زيارته للمملكة العربيّة السعودية التي سبقتها زيارة لإسرائيل، شملت توقفا في بيت لحم، مناسبة لتأكيد أمر في غاية الأهمّية. يتمثل هذا الأمر في أنّ أمن الطاقة على الصعيد العالمي يمرّ في الخليج العربي من جهة ويحتاج إلى موقف رادع للمشروع التوسّعي الإيراني من جهة أخرى.مرّة أخرى ظهرت على الصعيد الإقليمي، من خلال جولة بايدن والقمم التي انعقدت في جدّة أهمّية العراق، صاحب الثروة النفطية الكبيرة، وخطورة الخلل الناجم عن غياب هذا البلد عن منظومة الردع الخليجية للطموحات الإيرانيّة. لا يزال العراق رهينة إيرانيّة على الرغم من أنّ أكثريّة الشعب العراقي تسعى في كلّ يوم لتأكيد رفضها لهذا الواقع.ليس أفضل من مقتدى الصدر في التعبير عن هذا الرفض، خصوصا عندما يقول إنّ لا مجال لقيام دولة في العراق ما دامت هناك ميليشيات تابعة لإيران منضوية تحت ما يسمّى “الحشد الشعبي”!كان العراق حاضرا في قمّة جدّة. لا شكّ أنّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي امتلك الكثير من اللباقة والدبلوماسيّة في خطابه السياسي، إن في جدّة أو قبل مغادرته بغداد إلى السعوديّة. شدّد في كلّ وقت على الدور الإقليمي للعراق كقوة ترفض أن تكون في أيّ محور من المحاور، لكنّ السؤال هل يعتبر ذلك كافيا كي تتخذ “الجمهوريّة الإسلاميّة” موقفا إيجابيا يعترف بأنّ إيران هي إيران وأنّ العراق هو العراق؟ من الواضح، أنّ مجيء الكاظمي إلى جدّة حدث في غاية الأهمّية. لكنّ ذلك لا يغني عن الاعتراف بأنّ الوصول إلى القرار العراقي المستقلّ مسألة في غاية الصعوبة في ظلّ التوجه الإيراني الذي لا هدف له سوى تأكيد أنّ هناك أمرا واقعا لا مجال لتجاوزه. يتمثّل هذا الأمر الواقع في أنّ العراق بات تحت الهيمنة الإيرانيّة منذ سلمّته إدارة جورج بوش الابن، في ربيع العام 2003، إلى “الجمهوريّة الإسلاميّة”. لا يعود ذلك إلى السذاجة وقصر النظر اللذين تمتع بهما بوش الابن وفريق عمله فحسب، بل إلى نظام عراقي تحكّم به كلّيا صدّام حسين، بعد العام 1979 أيضا. لم يدرك صدّام شيئا في يوم من الأيّام عن طبيعة التوازنات الإقليميّة والدوليّة. لم يعرف يوما ماذا يدور في المنطقة وماذا يدور في العالم. ذهب العراق ضحيّة الجهل الأميركي والعقل التبسيطي لرجل جاء من الريف إلى المدينة ورفض أن يتعلّم شيئا عن حقيقة ما يدور في المنطقة والعالم وكيف التعاطي مع الأحداث…للافت في مرحلة ما بعد التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم منذ حرب أوكرانيا، زيادة العدوانية الإيرانيّة في كلّ الاتجاهات. يأتي ذلك وقت لم يعد سرّا أنّ فلاديمير بوتين بات في حاجة إلى “الجمهوريّة الإسلاميّة” أكثر من أي وقت وفي غير مكان وعلى غير صعيد.تظهر إيران عدوانيتها في العراق أكثر من أيّ مكان آخر. يظلّ العراق بالنسبة إليها الجائزة الكبرى التي لا تستطيع التخلي عنها بأيّ شكل. عطّلت إيران الحياة السياسيّة في العراق منذ نحو تسعة أشهر. أي منذ إجراء انتخابات نيابيّة لم ترق نتائجها لها.يستطيع مصطفى الكاظمي، من دون شكّ، لعب دور الوسيط بين إيران والسعوديّة واستضافة لقاءات بين الجانبين في بغداد، لكنّ الواضح أنّه لم يتمكن، أقلّه إلى الآن، من تحقيق أي خطوة كبيرة إلى أمام في العلاقة بين المملكة و”الجمهوريّة الإسلاميّة”. جعل ذلك اللقاءات السعوديّة – الإيرانيّة أقرب إلى مفاوضات من أجل المفاوضات في ظلّ رغبة إيرانيّة في كسب الوقت ليس إلّا.لم يكن مجيء رئيس الوزراء العراقي إلى جدّة تعبيرا عن رغبة عربيّة في استعادة العراق فقط. كان أيضا تعبيرا عن خطوة أميركية تستهدف تصحيح خطأ تاريخي ارتكبه جورج بوش الابن واستكمله باراك أوباما. هناك سؤالان مطروحان في هذه المرحلة بالذات. يتعلّق السؤال الأوّل بهامش المناورة الذي يمتلكه مصطفى الكاظمي الحريص، في ما يبدو، على لعب العراق لدور متوازن على الصعيد الإقليمي. يتعلّق السؤال الآخر بمدى جدّية إدارة جو بايدن في وضع حدود لعدوانيّة إيران.ليس سرّا أن الكاظمي يواجه وضعا عراقيا معقدا على رأس حكومة مستقيلة منذ تسعة أشهر في ظلّ تجاذبات سياسيّة تعبّر عن حال من الفوضى لا تستفيد منها سوى إيران. ليست التسريبات الأخيرة لكلام صادر عن نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، سوى دليل على عمق التجاذبات الداخليّة العراقيّة. لم يكتف المالكي، وهو موال لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة” بتوجيه انتقادات شديدة إلى مقتدى الصدر وإلى مهاجمة السنّة والأكراد. ذهب إلى أبعد من ذلك عندما اعترف بأنّه وراء إنشاء “الحشد الشعبي” وأن الهدف من ذلك تكرار تجربة “الحرس الثوري” في إيران.بوجود الإدارة الأميركيّة الحالية، يخشى من غياب جدّية في التصدي لإيران ومشروعها التوسّعي، خصوصا أنّ بايدن سيجد نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد انتخابات مجلسي الكونغرس في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل. توجد في واشنطن إدارة مترددة لم تع يوما خطورة المشروع التوسّعي الإيراني. لم تستفق على أهمّية الخليج ودوره إلّا بعد حرب أوكرانيا ونشوء أزمة الطاقة العالميّة.في المقابل، يدعو إلى بعض التفاؤل وجود إرادة خليجية في لعب دور مستقل بعيدا عن نيات إيران وما تثيره من تحديات. تصبّ هذه الإرادة الخليجية المدعومة من مصر والأردن بالسعي لاستعادة العراق من دون إثارة الحساسيات الإيرانيّة. ليس مشروع ربط العراق بشبكة الكهرباء الخليجية سوى دليل على تسهيل مهمّة الكاظمي، وهو شخص غير معاد لـ”الجمهوريّة الإسلاميّة”، وتوسيع هامش المناورة العراقي تجاه طهران. هل مثل هذا الرهان على العراق ودوره المتوازن في محلّه؟ تصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال في وقت ستبذل إيران، عبر ميليشياتها العراقيّة، كل ما تستطيع كي يبقى البلد رهينة أخرى لديها على غرار حال سوريا ولبنان وجزء من اليمن…
عربية Draw الاعتداءات التركية تخالف المواد 1 و 2 و3 من ميثاق الأمم المتحدة التي أوجبت على كل الدول احترام سيادة الدول، لايمكن لتركيا ان تحتج بالاتفاقية مع النظام السابق، لان هذه الاتفاقية لم تجدد بعد عام 2003، ولم تودع نسخه منها في الأمم المتحدة وفق المادة 102 من الميثاق. يمكن للعراق إقامة الشكوى على تركيا وفق ما ذكرناه، ولايمكن لتركيا أن تحتج بالمادة 51 من الميثاق التي تتيح حق الدفاع الشرعي، ولكن بشروط أولها أعلام مجلس الأمن أولا باول، يتحتم على تركيا حل الإشكالية مع حزب العمال الكوردستاني (PKK ( ورئيسه"عبدالله أوجلان" بعيدا عن أرض العراق. تكرار هذه الضربات هواستهانه بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتعتبر جرائم إبادة جماعية وفق اتفاقية منع الابادة الجماعيه لسنة 1948يمكن للعراق بموجب المادة 9 من هذه الاتفاقية ان يلجأ إلى محكمة العدل الدولية.
عربية: Draw قد تكون تسجيلات نوري المالكي الصوتية قد سربت من جهاز المخابرات العراقية الذي ما زال يعمل تحت إشراف رئيسه السابق مصطفى الكاظمي، ومن ثم وصلت للأمريكيين الذين ترتبط أجهزتهم الأمنية بعلاقات وثيقة مع جهاز المخابرات العراقية والكاظمي تحديدا، وعلى عكس المتداول أن هناك من سجل بهاتفه الاجتماع، ومن ثم أوصله للناشط العراقي المقيم في أمريكا علي فاضل، فإن قناعتي تميل إلى أن التسجيل حصل من خلال جهاز تنصت أو لاقطة صوتية مزروعة في مكان اللقاء، والجهة التي زرعتها هي المخابرات العراقية المرتبطة للآن بالكاظمي، ولما وجد الكاظمي أن فرصه في البقاء كرئيس للوزراء تتداعى، وخصومه في الإطار ازدادوا قوة، وقد يمارسون تصفية حسابات معه بعد إبعاده من رئاسة الحكومة وانسحاب حليفه الأهم الصدر، عندما وجد الكاظمي كل هذه التطورات، قد يكون لجأ إلى البحث في «دفاتره العتيقة» أمنيا، واستخدام ما تبقى لديه من أوراق، ليس لمصلحته وحسب، بل لمصلحة حليفه مقتدى الصدر، الذي سانده أمام الإطار الشيعي طوال ترؤسه الحكومة، والذي يعتقد أن تسجيل كهذا يمكن أن يحرج المالكي ويضعف فرصه في تولي منصب رئاسة الوزراء، سواء الان أو في الانتخابات المقبلة.إذ جاءت التسجيلات الصوتية للمالكي مباشرة بعد انسحاب التيار الصدري من البرلمان، وبناء على هذه المعطيات التي اجتمعت لدى الجهاز الاستخباراتي، الذي امتلك التسجيل، والذي نرجح أنه المخابرات العراقية كما قلنا، كان اختيار ناشط غير محسوب على الأطراف الشيعية ومقيم في أمريكا الأقرب للكاظمي، لكي تبعد الأنظار عن نشاط المخابرات العراقية في التجسس على زعماء الإطار التنسيقي الشيعي. التسريبات الصوتية للمالكي، التي هاجم فيها بشكل حاد الصدريين، تبدو كعلامة تأزم كبير ومواجهة جديدة بين تيار المالكي، بما يضم من قوى شيعية منضوية في الإطار التنسيقي من طرف، والصدر وحليفه الكاظمي ومن يدعمهم من قوى دولية، تحديدا الأمريكيين وما يعرف بـ»محور الاعتدال العربي»، ترى في الصدر والكاظمي أفضل الخيارات في مواجهة حلفاء إيران في العراق، وأخطر ما في هذه المرحلة أن هناك طرفا (الصدر/الكاظمي)، لم يعد لديه شيء يخسره، بعد أن أوشك المالكي وإطاره على تشكيل حكومة، وأمسى الصدر وحلفاؤه خارج البرلمان العراقي، متكئين على إذكاء حالة التظاهرات وهي ورقة قوية للصدر المتمترس خلف جمهور فقير في أحياء بغداد الشعبية الفقيرة، ولكنها عودة لمنطق «الشارع» وما قد يحمله من فوضى ودماء، بعد أن فشلت التظاهرات التشرينية الأولى في إبعاد القوى الشيعية الرئيسية عن المشهد، على الرغم من أنها حققت للصدر نجاحا ملحوظا، لكن لا يمكن إدراجه ضمن أهداف حراك تشرين «غير واضحة المعالم أصلا» والتي كانت تدور حول غايتين: إسقاط الأحزاب التقليدية الشيعية الحاكمة، وإيصال ما يعرف بـ»القوى المدنية» للبرلمان، وهو ما لم يحصل. من استمع للتسجيلات المسربة لرئيس الوزراء العراقي السابق المالكي، سيلحظ على الفور أنها بصوته وليست مفبركة كما ادعى مكتب المالكي، في محاولة منه للتنصل من كلماته الجارحة تجاه التيار الصدري، ودرءا للإحراج من مواقف «غير دبلوماسية» حادة أطلقها ضد خصومه من القوى الشيعية وصولا إلى السنة، الذين وصفهم بأن أكثرهم من «الحاقدين»، وكل هذه العبارات والتوصيفات لا تعتبر مفاجأة لمن يعرف مواقف المالكي وآراءه، سواء المعلن منها بصيغة ملطفة، كما وصفه لمظاهرات الحراك السني بـ»الفقاعة»، أو في الجلسات غير المعلنة، عندما يصف الموصل وأهلها بالقومجية المتطرفة سنيا، كما نقل عنه مسؤول كردي في إحدى الجلسات. كما يمكننا أن نلاحظ أن المالكي وهو رئيس حكومة عراقية سابق، كان يدور في حديثه حول محور الطائفية، من باب حماية الشيعة من مشروع سني لاستعادة الحكم بدعم بريطاني كما يقول، وهو تكرار لاسطوانة التآمر وربط الخصوم الداخليين بالخارج، متلازمة يستخدمها كل الأطراف في الشرق الاوسط بالقالب نفسه تماما، كما كان من المفارقات أن نستمع للمالكي رئيس الحكومة السابق وهو يقول إنه سيعتمد على عشيرته «بنو مالك» حال احتاج الحماية، ويعني ذلك أن رئيس القوات المسلحة العراقية لثماني سنوات يدرك جيدا أنه هو نفسه لن يحظى بحماية من «الدولة» بل من العشيرة! وبين الطائفة والعشيرة يبقى مفهوم «الدولة» الحديثة طارئا في بلاد العرب!
عربية :Draw هل تم خرق الدستورأو خرق المدة المنصوص عليها في المادة 72 ثانيا (ب) من الدستور التي حددت 30 يوما .. كموعد أقصى لانتخاب رئيس الجمهورية من تاريخ اول انعقاد لمجلس النواب؟ ....لابد من التوضيح ان هذه المدة هي مدة تنظيمية لايعني تجاوزها سقوط تطبيق الحق خارج امدها اي بمعنى ان هذا الحق أي انتخاب رئيس الجمهورية باق رغم عبور مدة الـ (30) يوما ولم يسقط أصل الحق بتجاوزها ويمكن معاودة تحديد موعد جديد لانتخاب رئيس الجمهورية من قبل رئاسة البرلمان...فلا يوجد أي خرق للدستور في هذا الموضوع ..كما ان تفسير المحكمة الاتحادية 24 لسنة 2022 الخاصة باستمرار رئيس الجمهورية في عملة وأداء مهامه حتى بعد انتهاء مدة الـ( 30) يوما وهو تفسير اتسق مع القيم الدستورية والمصلحة العامة واستمرار عمل المرافق العامة وهي نظرية جديدة للمحكمة الاتحادية حافظت في هذا القرار على المدد الدستورية وعدم تجاوزها . يستوجب في جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية ان تفتتح الجلسة بوجود ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان اي لايقل عدد الحضور عن 220 نائب في افتتاح الجلسة وعند البدء بالتصويت وفق القرار 16 لسنة 2022 للمحكمة الاتحادية التفسيري للمادة 70من الدستور. يكون التصويت بالاقتراع السري المباشر عن طريق صناديق الاقتراع بأن يقدم رئيس البرلمان المرشحين الذين تمت المصادقة عليهم واحدا واحدا وان يعرفو البرلمان بأسمائهم ثم يتم فرز الأصوات والكتابة على اللوحات كما حصل عام 2018 و2014 والذي يحصل من بين المرشحين على أغلبية ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان يكون هو رئيس الجمهورية ويؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان وبحضور رئيس المحكمة الاتحادية وفق المواد 70 من الدستور والقانون 8 لسنة 2012 الخاص بانتخاب رئيس الجمهورية.. وفي حالة عدم حصول اي من المرشحين على أغلبية ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان وهو متوقع يتم صعود أعلى الفائزين الاثنين اي الأول والثاني ليتنافسوا في المرحلة الثانية وايا منهم يحصل على أعلى المصوتين يكون رئيس الجمهورية..وهنا ..أي مقدار من الأصوات..مثلا .يحصل الأول على 100 صوت والثاني على 70 يكون صاحب الـ (100 ) صوت هو الرئيس.. لم يذكر قرار المحكمة الاتحادية أعلاه النصاب القانوني المطلوب في الجولة الثانية هل هو ذات النصاب القانوني الأول اي أغلبية ثلثي مجموع العدد الكلي للبرلمان ام نعود للمبادي العامة في المادة 59 دستور اي يكون النصاب نصف العدد الكلي زائد واحد..أرى...ان يكون النصاب في الجولة الثانية بالعودة إلى المادة 59 من الدستور.. وبعد انتخاب رئيس الجمهورية وادائه اليمين الدستورية الواردة في المادة 50 من الدستور العراقي أمامه 15 يوما حتى يكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا وفق المادة 76 من الدستور العراقي بتفاصيلها.
عربية Draw: عادة ما يحظى التلاسن بين السياسيين الذي قد يصل إلى حدّ المناكفة، وحتى التنمّر، باهتمام الناس، وتحفل وسائل الإعلام ومواقع التواصل في أيامنا هذه بعيّنات من تلك الوقائع التي قد يكون القصد منها السخرية والاستهزاء، خصوصاً إذا ما جرت بين سياسيين بينهم خصومة صريحة أو مستترة. ويجد الهواة من المتابعين الفرصة لفبركة ملاسنات أو مناكفات على ألسنة سياسيين، بهدف النَّيْل منهم، أو حتى لمجرّد النكتة، كما قد يجهد بعض رسامي الكاريكاتير أنفسهم في اختلاق مناكفات بين سياسيين، وعرضها في رسوم تثير السخرية والضحك.ومن بين مناكفات اليوم، ما جرى في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد، أخيراً، حين كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، منهمكاً بتدوين ملاحظاته على ورقة أمامه، وفاجأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن ربّت كتفه، ولم يرُق ذلك جونسون الذي انتفض واقفاً، وحاول تنحية ذراع الرئيس التركي عنه. ولتخفيف حدّة الموقف، ألقى بالتحية على أردوغان باللغة التركية، إلّا أنّه أخطأ اللفظ، ما دفع أردوغان إلى تصحيح اللفظ، قائلاً: "إنّه يخذلنا" في غمزةٍ تشير إلى أصول جونسون التركية. عند ذاك، تغيرت ملامح جونسون، وبدا عليه الغضب، وهو يرفع إصبعه نحو أردوغان، وكادت الواقعة أن تربك أعمال القمة لولا تدخل الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي سارع لاحتواء الموقف، ممسكاً بذراع جونسون قائلاً: "هذه مزحة... هذه مزحة، يا بوريس" وفي مأدبة العشاء التي أعقبت اجتماع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع في بافاريا بألمانيا، تساءل أحدهم عمّا إذا كان عليهم خلع ستراتهم، أجابه جونسون الذي "عادة ما يطلق نكاتاً فظّة ووقحة" بوصف أحد قراء صحيفة الديلي ميل، قائلاً: "علينا أن نظهر عضلات صدورنا لنكون أكثر برودة من بوتين". وعندما وصل خبر الواقعة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقّب: "لم أفهم ما يقصدونه من خلع ملابسهم، هل يقصدون فوق الخصر أم تحت الخصر، وفي كلا الحالين، سيكون المشهد مقزّزاً"..مرة أخرى مع مناكفات جونسون وبوتين، حين صرّح الأول للصحافيين بأنّه لو كانت امرأة هي التي تحكم روسيا لما فكّرت بشنّ حرب على أوكرانيا، ووصف حرب بوتين بأنّها "تعبير عن فحولة سامّة" وردّ بوتين مذكراً إياه بأنّ مارغريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، هي التي شنّت حرباً على الأرجنتين من أجل جزر فوكلاند. ولم ينتهِ رد الفعل عند هذا الحد، إذ يبدو أنّه استفزّ أيضاً وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، التي أعربت عن اعتقادها أنّ لدى المرأة قدرة الرجل نفسها على صنع الشرّ.في العراق أيضاً، وصلت التلاسنات والمناكفات بين أطراف "العملية السياسية" إلى حدّ جعلها تخرج عن المألوف، وتضمّن بعضها شتائم مفضوحة واتهامات بالكذب والفساد، لكنّ الملاحظ أنّ كثيراً ما كان المتناكفون يعودون إلى سابق علاقتهم من ودّ وقبول أحدهم بالآخر، بل والتحالف معه، ويعزو بعض الخبثاء سلوكاً كهذا إلى أنّه "من موجبات التفاهم على الصفقات والعقود التي تدرّ الربح على الجميع، خصوصاً بعد زيادة وارادات النفط أكثر من 11 مليار دولار شهرياً". من المناكفات التي شاهدها العراقيون، دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى اجتماع ضمّ أطراف "العملية السياسية"، وكان خصمه اللدود زعيم حزب الدعوة، نوري المالكي، قد سبقه في الحضور، ولم يسلّم الصدر على المالكي الذي نهض للترحيب به في ما يبدو، الأمر الذي أثار المالكي، ودفعه انفضاض الاجتماع إلى القول إنّه "لا يفقه في السياسة ولا في الدستور"، وردّ الصدر في تغريدة له بأنّ خصومه "وحوش كاسرة"، وقال عن المالكي، من دون أن يسميه: "كلامه منقوص، وعليه تدارك ما ضاع وأضاع، نصيحة مني قربة إلى الله تعالى". وفي عهد الملوك، كثيراً ما كانت تجري بين السياسيين حالات تلاسُن ومناكفة، لكنها لم تتعدّ قواعد الاحترام والتعامل النظيف. ولا تزال بعض وقائع تلك المناكفات تتردّد كلما ذكرت مآثر رجال النخبة السياسية الذين حكموا العراق آنذاك، ومن بين ما يُروى أنّ نوري السعيد الذي ترأس رئاسة الوزراء 14 مرة فوجئ، في جلسة لمجلس الأعيان، بعضو المجلس الشيخ محمد رضا الشبيبي، وهو يصرخ بوجهه: "أنت ديكتاتور" ولم يغضب السعيد، بل ردّ عليه: "إذا أنا رحلت، وجاء من بعدي آخرون لحكم البلاد سوف تعرف من هو الديكتاتور". وأردف: "اسمع، يا شيخ، لا تتصوّر أنّني جالس على كرسي رئاسة الوزراء، إنّما أنا جالس على غطاء بالوعة كبيرة، إذا ما ذهبتُ وجاء غيري، فسترى كيف تطفح هذه البالوعة بالمياه الآسنة وتغمركم".
عربية :Draw فشلت في التجربة، أو هكذا أقول وقد أكون مخطئا ونادرا ماسيقتنع بماأقول كثير من الناس، يولد الإنسان حرا، لكنه يختار طريقة يرتاح معها، وتطمئن نفسه به كعبد ذليل لزعيم، أو رئيس، أو سلطان، أو إمبراطور، أو لرجل دين، أو لوزير، أو لوكيل وزير، أو لمستشار وزير، أو لمدير عام، أو لرئيس قسم، أو لبلطجي، أو لتاجر، أو لرجل أعمال أو لمدير دائرة أو شركة، أو صاحب مال، أو زعيم قبيلة، أو لصاحب نفوذ ووجاه ومال، أو لطائفة، أو لقومية، أو لدين، أو لمدينة، أو لقرية، أو لشيء يستلذ معه بالعبودية، ويرفض الحرية. خلق الله الإنسان حرا، وجعل سر حريته في عبوديته لله، كن عبدا مخلصا لله، نقي السريرة طاهر الوجدان والضمير، تتملكك الرحمة والإنسان حينها ستنطلق في فضاء حريتك، فليس هناك أفضل منك، ولست أفضل من أحد ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (ولقد كرمنا بني آدم فحملناهم في البر والبحر ) وكثير من الآيات تتحدث عن الحرية التي منحت للإنسان بعيدا عن الفوضى.حريتك لاتعني أن تكون مستقلا عن ولاء وإنتماء. ويمكنك تجاوز هذه الإشكالية من خلال الموضوعية والهدوء، وعدم الإنفعال، ومراجعة نفسك وذاكرتك، في عملك وولائك وعلاقاتك وصلتك بالحاكمين والمتنفذين الذين يظلمون ويتجبرون ويذلون الناس، ورغم ذلك تدافع عنهم، وتبرر لهم، وتقارن بينهم وآخرين ربما كانوا أسوأ منهم، فتخسر علاقتك بالرب لأنه يعلم السرائر، وماتخفي الضمائر، وهو عليم وخبير بأحوال الحاكمين والظالمين، وفي كل زمان ظالم وفاسد ومتجبر، وحتى لو قللت في حجم مايرتكب من فساد وجرائم وإعتقالات تعسفية وإعدامات غير قانونية وباطلة، فإن ذلك لايخفف من تركيز الجريمة ووحشيتها، وكأننا نتسابق لنسابق الظالمين في ظلمهم حتى كأننا نضع أنفسنا في مقدمة الركب الى جهنم، وإليها نتجه مختارين.اقترح تأسيس كروبات للطائفيين والحزبيين والمنتمين لأحزاب وإتجاهات، وهم مصرون على أن الحقيقة معهم، ثم إنهم لايتحملون بعضهم في الحوار، ويلجأون الى التسقيط والتشهير، بل ويتلذذون بذلك، ويعدونه بطولة مطلقة لفلم سخيف، ولمجرد أن يرضى هذا الزعيم، أو ذاك على حساب الحقيقة والمسؤولية والضمير، ويعملون وفق مبدأ عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا إخترت أن أكون حزب نفسي، وطائفة نفسي، ودين نفسي، والناس كلهم ابنائي وأهلي، أعاملهم بالرحمة والمودة والعطف والشفقة بحسب إبتلاءاتهم وعذاباتهم، ومايعانون من متاعب، وحين تطمئن نفسي الى إنهم كلهم مسؤوليتي.. قيل إن البشر قد وصلوا الى منتهى الطغيان والجبروت والرذيلة والإنحطاط القيمي والأخلاقي، وأناموا الضمير على سرير الشهوة، ولم يتراحموا، وعاثوا في الأرض فسادا، فنادت الجبال والسماء والبحار والأرضين رب السماء ليطبقوا على البشر كسفا وخسفا وهزات وفيضانات وزلازل وبلاءات. فقال لهم الرب: لو خلقتموهم لرحمتموهم..فإهدأوا لأن من تتقاتلون في سبيلهم، وتتنابزون بالألقاب لاجلهم، وتشتمون، وتسقطون لن يكافئوكم يوم القيامة. فكل نفسا بما كسبت رهينة. ولماذا ترهنون أنفسكم لغيركم، فيستعبدونكم دون أن يشفعوا لكم هناك.
عربية :Draw وأسوأ ما في الأمر حين تضطر إلى متابعة أحدهم من على شاشة فضائياتهم الممولة من (جيوب المواطنين!)، وهو يتحدث عن (نجاح!) حكومة الإقليم في تجاوز الأزمات الاقتصادية، و(قدرتها!) على تحقيق (الأهداف الاستراتيجية!)، وكيف أن هذه الحكومة (استطاعت) أن تستقبل (آلاف السياح!) القادمين من وسط العراق وجنوبه، وتوفر (14) ساعة من الطاقة الكهربائية، وأن تخفض ثمن فحص الكورونا على الحدود من (60) ألف إلى (25) ألف دينار!! وتظل تسمع وتسمع، وتتابع وتتابع، حتى تصل إلى مرحلة يخيل إليك أنك ربما تعيش في كوكب آخر، وهؤلاء (المحللون العباقرة!) يتحدثون – بالتأكيد - عن كوكب آخر! وأنك تحتاج إلى مراجعة في رؤيتك (المتشائمة!) للأوضاع، وأن المنافسة الاقتصادية والعمرانية الآن ليست بيننا وبين بغداد والبصرة (كما يخيل إليك)، بل السباق الآن جار بيننا وبين دبي وسنغافورة وبكين!! وبالتأكيد، فإن ادعاءاتهم بالرفاهية المعيشية! والسياسات الاقتصادية الناجحة! والطفرة العمرانية الهائلة! صحيحة ولا غبار عليها، فهم يتحدثون عن (كوكبهم) هم، لا (كوكبنا) نحن، فكوكبهم لا تشهد فيه (أزمة سكن)، و(أزمة معيشة)، و(أزمة وقود).. السفر من (كوكبهم) إلى (تايوان) و(برلين) متوفر على مدار الساعة، والتأشيرات وبطاقات السفر تصلك إلى باب بيتك بمجرد اتصال تلفوني!.. في كوكبهم ولى زمن (المبردات)، وبراميل وقود التدفئة المنزلية، وغيرها من الوسائل التي عفا عليها الزمن!.. بخلاف كوكبنا (المتخلف!)، الذي لا يريد أن (يتطور!)، ولا تنتهي فيه أزمة حتى تبدأ أخرى، وما زال المواطنون فيه يقفون في طوابير لاستلام رواتبهم في أكياس ورقية ونايلونية! كوكبهم فيه جيش من المرتزقة والمطبلين، الذين لا يعرفون للتعب معنى، ولا مكانة عندهم لما يسمى في كوكبنا بـ(المصداقية، والقيم، والعدالة)، وغيرها من (المسميات البالية!).. فكوكبنا (صادع للرؤوس!)، (مخيب للآمال!)، (متشائم إلى أبعد الحدود)!!، أما (كوكبهم) هم، فمشـرق وضاء! ولا مكان فيه (للبطالة)، أو عدم الحصول على عمل مشرف! فمكتب عملك جاهز حتى قبل أن تتخرج من الكلية، وشهادتك الجامعية مضمونة من الجامعات (الخاصة)، الموجودة بكثرة في (كوكبهم!).. والأب في (كوكبهم) (حريص!) أشد الحرص على مستقبل ابنه، فمبجرد تجاوزه سن البلوغ تراه مسؤولاً عن منظمة (كوكبية!)، ومشرفاً على إنشاء مجمع سكني، وله رؤى سياسية للتقريب بين (موسكو) و(كييف)! ففي (كوكبه) لا مجال لراتب مستقطع، أو ترخيص مسيس!، بخلاف الآباء في (كوكبنا)، الذين لا همّ لهم سوى انتظار الإعلان عن قائمة جدول الرواتب، والعروج على أصحاب المحلات التجارية لتسديد الأقساط الشهرية! فبالله عليكم هل هناك وجه مقارنة بين (كوكبنا) و(كوكبهم)؟! فهم في مجرة ونحن هنا في مجرة أخرى، فلم اللوم والتشكي؟!. فنحن (هنا) وهم (هناااااااااااااك!! (