ماهو مصير لاهور شيخ جنكي؟

2025-08-23 17:09:53

 عربية:Draw

هل لاهور شيخ جنكي، رئيس جبهة الشعب، موجود حاليًا في سجن أسايش السليمانية ؟ وهل سيتم محاكمته؟ أو يتم إرساله إلى بريطانيا كمواطن بريطاني، هل لاهور شيخ جنكي سلم نفسه أو ألقي القبض عليه؟ ومن هو المسؤول البارز والمقرب منه وكان متواجدا في فندق" لالزار" ولم يسلم نفسه واستطاع الهرب؟

ماقبل الحادثة

خلال الشهرين الماضيين، وخاصة بعد محاولة تنظيم تظاهرات في السليمانية ومنعها من قبل القوات الأمنية بحجة أن بعض الأشخاص يريدون استغلالها لمآرب اخرى، اعتقد بعض قادة الاتحاد الوطن أن هناك تحرك أمني، لذلك اشتبه في وجود محاولة انقلاب داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني، على إثر ذلك بدأ الاتحاد الوطني بفرض إجراءات أمنية مشددة.

قبل أسبوع من الهجوم ، توجهت قوة مسلحة إلى فندق لالزار في الساعة الخامسة صباحاً، ووقعت مواجهة محدودة مع القوات المتواجدة في محيط لالزار، مما أسفر عن إصابة شخصين، بعد الحادثة، أبلغ المقربون من لاهورشيخ جنكي، المسؤولين الأمنيين عن الحادثة، لكن وفقاً لمسؤولي لالزار الجهة المعنية لم تتخذ أي إجراءات تذكر بشأن الموضوع مع أنهم سلموا الصور ومقاطع فيديو إلى مديرية الأسايش.

لكن المقربون من بافل طالباني تحدثوا عن محاولة اغتياله واتهموا لاهور شيخ جنكي ومسؤول أمني آخر بمحاولة اغتيال طالباني عبر الطائرات المسيرة قبل أيام من الهجوم على فندق "لالزار"، لكن لاهور شيخ جنكي، فند هذه الاتهامات وأكد إن محاولة الإغتيال حصلت داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني نفسه وأن بعض القادة الكبار داخل الحزب حاولوا التحرك، وهو لا علاقة له بهذا الموضوع، وقبل اعتقاله أعلن شيخ جنكي أن الهجوم على مقره في " لالزار" كان الهدف منه تخويف قادة الحزب، وهذا يعني أن الهدف من شن العملية العسكرية ضده لم يكن يستهدفه هو فقط بل كان يستهدف بشكل غير مباشر قادة الحزب الذين عبروا في مناسبات عدة وبشكل علني عن قلقهم وإستيائهم إزاء السياسة المتبعة من قبل طالباني في إدارة شؤون الحزب .

وفقًا للمتابعات Draw، في 20 آب، ذهب بافل طالباني إلى بغداد واطلع بعض السفارات، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وبعض القادة السياسيين العراقيين من انه ينوي مداهمة مقر شيخ جنكي، وعاد طالباني من بغداد في نفس اليوم عبر مطار السليمانية الدولي وفي الطريق إلى مقره في "دباشان" رافقه نحو 40 مركبة وعدد من الطائرات العمودية، وحلقت الطائرات العمودية لفترة فوق دباشان ومرتفعات السليمانية. في عصر 21 آب، تم نشر القوات في جميع نقاط التفتيش المدينة وتم إصدار تعليمات بمنع خروج ودخول المقربين من لاهور شيخ جنكي من وإلى السليمانية، وتم وضع القوات في حالة تأهب قصوى (مكافحة الإرهاب، كوماندوز، وحدة الأمن SWAT) مع عدد كبير من الأفراد والضباط والمعدات الثقيلة، وتم تحديد (ساعة الصفر) الساعة الثالثة صباحًا.

 ومن جانبه قام لاهور شيخ جنكي بجملة من الأستعدادات في فندق لالزار، وكانت هناك قوة عسكرية تتألف من (200) عنصر وهي تتبع وزارة داخلية إقليم كوردستان بالإضافة إلى تواجد شقيقه  "بولاد شيخ جنكي" وريبوار حميد حاجي غالي، قائد قوات العقرب وأحمد أسف، أحد القادة العسكريين البارزين، حيث لم يتواجد في لالزار غير هؤلاء، ولم يتواجد المؤيدين أو المتطوعين الذين كانوا دائما يظهرون مع شيخ جنكي في مناسبات سابقة. 

اجريت الاستعدادات خلال الليل لشن العملية العسكرية على لالزار وتولى بافل طالباني الإشراف على العملية بنفسه، وتم تشكيل غرفة عمليات خارج دباشان وهذا يعني أن بافل طالباني لم يكن في دباشان خلال  المساء، وأتصل لاهور شيخ جنكي بمدير أسايس السليمانية وقال له: "ما هذه القوة وما اسباب تواجدها هنا؟ "، في هذا الأثناء كان مدير الأسايش في غرفة العمليات ورد عليه وقال:" أن هناك مذكرة توقيف بحقك ويجب عليك تسليم نفسك، وفي هذا الاثناء كان بافل طالباني يسمع الحوار الدائر الحاد بين شيخ جنكي ومدير الأسايش ومن ثم أخذ الطالباني الهاتف من مدير الأسايش ورد على شيخ جنكي وحصلت مشادة كلامية حادة بين الأثنين وحسب المعلومات طوال الليل حدث بين الأثنين 5 مكالمات هاتفية وفي كل مرة يكرر بافل طالباني طلبه على شيخ جنكي بأنه يجب عليه أن يسلم نفسه ويرد شيخ جنكي عليه بإصرار ويقول "أركبوا أعلى مافي خيلكم".   

في الساعة 3:00 صباحًا، وقبل ساعة الصفر، جرت محاولات أخرى لإقناع شيخ جنكي يالأستسلام، وفي هذا الأثناء رد شيخ جنكي عليهم بنشر فيديو على مواقع التواصل الأجتماعي و قال:"نحن واقفون على أرجلنا ونموت واقفين".

لذلك في الساعة 3:30 صباحًا، بدأت المواجهات، حيث اختلط صوت المدافع وإطلاق النار الكثيف مع أذان الفجر، واستمرت الاشتباكات لأكثر من ثلاث ساعات وكانت هناك مواجهات عنيفة، حيث شاركت قوة كبيرة من مكافحة الإرهاب، وقوات الكوماندوز والأسايش وحوالي (15) دبابة، و(120) عربة مدرعة، وعشرات من المدافع، والهاونات، والطائرات بدون طيار، واستمرت الاشتباكات حتى الساعة 5:30 صباحًا، ولم تتمكن القوات الأمنية من التقدم نحو لالزار لأنها كانت محمية بشكل جيد، لذلك غيرت القوات الأمنية خطة القتال، وتم الهجوم على لالزار بطائرات مسيرة انتحارية ، ثم قامت قوات الكوماندوز عن طريق المركبات المصفحة بالدخول إلى لالزار وأندلعت على إثرها معارك عنيفة للغاية.

تحدث Draw إلى بعض الأشخاص الذين كانوا على دراية بماحدث، وقالوا أن القوات الموالية لشيخ جنكي نفذت  الذخيرة  لديهم بعد أكثر من ثلاث ساعات من القتال المتواصل، وعندما دخلت قوات الكوماندوز إلى داخل المبنى اضطرت القوة المدافعة بعد نفاذ ذخيرتها تسليم نفسها، وفي هذا الأثناء كان لاهور شيخ جنكي منشغل بتداوي وعلاج ساق شقيقه بولاد الذي اصيب خلال لاشتباكات وكان ينزف بشدة، وطلبت القوة المهاجمة منهم الأستسلام أو القتل فورا، لذا دخل قائد قوات مكافحة الإرهاب وهاب حلبجيي وأخرجهم من المبنى معه، وخرج برفقة شيخ جنكي شقيقه بولاد وعضوي برلمان كوردستان ( ژینو محمد وفینك أحمد).

 آوات شيخ جنكي

 اثناء اعتقال لاهور شيخ جنكي وشقيقه بولاد، تواجدت ايضا شقيقتهما (آوات شيخ جنكي) ولم تتركهما اثناء  اقتيادهما إلى داخل السيارات، وأخبر أحد أفراد عائلة الشيخ جنكي Draw أن آوات كانت مريضة جداً وحاولوا جاهدين منعها من عدم الذهاب إلى لالزار ولكنها رفضت ذلك وأصرت أن تتواجد مع شقيقيها وقالت أنها تعرف جيدا أنها لاتستطيع ان تفعل شيئا لكنها لاتستطيع تركهما ابدا، لذلك بقت معهم داخل لالزار حتى انتهاء الاشتباكات، أما أراس الشيخ جنكي وهيوا شيخ جنكي وأكو شيخ جنكي، اشقاء لاهور شيخ جنكي كانوا في خارج كوردستان، وكانت زوجة وأطفال شيخ جنكي في الخارج ايضا.

ريبوار حامد حاجي غالي:

وفقًا لمتابعات Draw، بعد أكثر من ثلاث ساعات من القتال وإطلاق النار وبعد اعتقال لاهورشيخ جنكي وبولاد شيخ جنكي، حاولوا جاهدين إقناع ريبوار حامد حاجي غالي بالاستسلام، لكنه رفض أن يستسلم وواصل القتال، لذلك اضطر الاتحاد الوطني إلى الاتصال بوالده (حامد حاجي غالي) وقالوا له إذا رفض ولدك تسليم نفسه سنضطر إلى قتله، لذا اتصل والده به واستسلم على إثر ذلك ، وهذا يثبت أن ريبوار لم يسلم نفسه قبل القتال، والدليل على ذلك انه بعد ساعتين من  بدء المواجهات نشر تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي كتب فيها يقول"سننتصر".

أحمد آسف، تمكن من الأفلات

وفق معلومات Draw أن القوات  الأمنية اعتقلت كل من كان متواجدا داخل مبنى فندق لالزار، لكن الشخص الوحيد الذي تمكن من النجاة والهرب مع مفرزته كان المسؤول العسكري المقرب من لاهور شيخ جنكي (أحمد آسف)، المعلومات تشير أن الأخير قاتل حتى اللحظة الأخيرة وتمكن من الانسحاب مع مفرزته  بعد اشتباكات عنيفة مع القوات المهاجمة.

عدد القتلى والمفقودين

وفقًا للإعلان الرسمي لجهاز أمن إقليم كوردستان (السليمانية)، قُتل ثلاثة من أفراد قوى الأمن وأصيب 19آخرون ف اثناء المواجهات. من ناحية أخرى، يقال إن هناك قتلى وجرحى في جبهة لالزار، على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن ذلك لكن يُقال إن هناك قتلى وجرحى في صفوف قوات شيخ جنكي يقدر بنحو 30 شخصًا ويُقال حتى إن 6 من حراس لاهور شيخ جنكي المقربين قد قُتلوا أو في عداد المفقودين، وتحدث Draw حول هذا الموضوع إلى المسؤولين في حزب جبهة الشعب وأكدوا إن هناك فقط عددًا من (الجرحى) ولم تصلهم أي معلومات عن وجود قتلى حتى الآن.

مصير لاهور شيخ جنكي

 بعد اعتقالهم، تم أخذ شيخ جنكي مباشرة إلى سجن الأسايش بمركبات قيادة مكافحة الإرهاب، وأصيب بولاد شيخ جنكي في ساقه برصاصة ونُقل إلى مستشفى فاروق حيث تلقى العلاج، بينما تم أخذ المعتقلين الآخرين إلى سجن (كاني گومە)، وتم الإفراج عن عضوي برلمان إقليم كوردستان( ژينو محمد وفينك أحمد). 

هناك عدد من السيناريوهات بشأن مصير شيخ جنكي

 في البداية تم الحديث عن المادة 56، وبعد المواجهات المسلحة، تم الحديث عن المادة 406، وقبل بدء الحرب، قال المتحدث باسم محكمة السليمانية القاضي صلاح حسن انه: "تم إصدار أمر اعتقال للشيخ جنكي في محكمة تحقيق الأمن بالسليمانية، وفقًا للمادة 56، التي تتعلق بـ "بضلوع مجموعة من الأشخاص في تهديد الأمن والأستقرار" لكن بعد انتهاء القتال، أصدرت الأجهزة الأمنية بيانًا قالت فيه: " أن محكمة تحقيق الأمن اصدرت أمر الاعتقال لشيخ جنكي وعدد من الاشخاص بموجب المادة 406 من قانون العقوبات العراقي التي تتعلق بجريمة القتل العمد".

يصر رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني على محاكمة شيخ جنكي ومجموعته لأنهم :

  • خططوا لإثارة الفوضى وتهديد الأمن و الأستقرار
  • مواجهة القوات الأمنية
  • التخطيط لعملية إنقلاب
  • قتل عدد من عناصر الأجهزة الأمنية

ولكن وفق بيان مديرية آسايش السليمانية، تم إدانة شيخ جنكي ومن معه وفق المادة (406) من قانون العقوبات العراقي المعني بالقتل و بإعتباره قتل  عدد من عناصر الأجهزة الامنية، لأن حكومة إقليم كوردستان أوضحت في بيان أن القوات التي ذهبت إلى لالزار لإعتقال لاهور شيخ جنكي كانت قوات تابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني وليست قوات حكومية وأوضح مكتب رئيس الوزراء في بيان أن الهجوم على لالزار نفذته قوات الاتحاد الوطني وماحدث مجرد نزاع بين حزبي الاتحاد الوطني وجبهة الشعب، ورئاسة حكومة إقليم كوردستان لم تكن على علم بمجريات ماحدث حتى اللحظات الأخيرة.

على الرغم من أنه يُقال إن الاتحاد الوطني الكوردستاني أبلغ الحزب الديمقراطي الكوردستاني بنيته في شن عملية عسكرية ضد لالزار، ويُقال إن ذلك تم بالاتفاق بين الحزبين إلا أن Draw تحدث إلى مسؤول كبير في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقال إن الديمقراطي الكوردستاني ليس له علاقة بهذا الحادث، ولم يكن كل من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحتى نيجيرفان بارزاني، القائد العام للقوات المسلحة في إقليم كوردستان، على علم بتحركات القوات التي داهمت لالزار، وكان مسرور بارزاني رئيس الحكومة ومجلس الأمن ايضا ليس على علم بتحرك تلك القوات، لذا فإن هذه القوات لم تغادر بأوامر من الحكومة وهي حزبية حتى أنها لن تتلق الأوامر من قوباد طالباني. نائب رئيس الحكومة، بل يقدمون تقارير مباشرة إلى رئيس الاتحاد الوطني ويتلقون الأوامر منه حصرا.

يحملون الجنسية البريطانية

لاهور شيخ جنكي وبولاد شيخ جنكي هما مواطنان بريطانيان وسرعا مان أجرى البريطانيون اتصالاتهم، وحسب المعلومات، تحدثوا مع بافل طالباني  بهذا الشأن ووفق المتابعات، أصر بافل طالباني على أنه يجب محاكمتهم وهم مدانون بالقتل، لكن البريطانيون طُرحوا على الطالباني خيار أخر وعدوا بمنع شيخ جنكي من ممارسة العمل السياسي في كوردستان وإعادته إلى  المملكة المتحدة للعيش هناك، وهذا الخيار كان في السابق أحد مطالب بافل طالباني، لكن كل الرؤى متجهة حاليا نحو تجاه واحد وهو (محاكمة لاهور شيخ جنكي وشقيقه بولاد)، أما فيما يتعلق بمصير حزب جبهة الشعب، قال شادمان ملا حسن، أحد قادة جبهة الشعب، في حديث لـ Draw: "ستواصل الجبهة العمل السياسي".

لكتابة هذا التقرير،تحدثDraw مع عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين  في( الاتحاد الوطني الكوردستاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاتي وجبهة الشعب)

 

 

بابه‌تی په‌یوه‌ندیدار
مافی به‌رهه‌مه‌كان پارێزراوه‌ بۆ دره‌و
Developed by Smarthand